توقيت القاهرة المحلي 07:44:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ليبيا وتسعون عاماً على غياب المختار

  مصر اليوم -

ليبيا وتسعون عاماً على غياب المختار

بقلم: جبريل العبيدي

شيخ المجاهدين عمر المختار، نفتقده اليوم في ليبيا بعد أن تشتت شمل أبنائها بين الأمم، في صراعات بالوكالة، ففي سبتمبر (أيلول) الحالي تمرُّ الذكرى التسعون على استشهاد شيخ الشهداء عمر المختار، أسد الصحراء، الفارس الذي رفض الترجل عن فرسه وتركِ بلاده للمستعمر وهو شيخ كبير، بل كان يقول «إن الضربات التي لا تقصم ظهرك تقويك، فنحن لن نستسلم، ننتصر أو نموت».
عُمر المختار، ابن الجبل الأخضر، تحوّل من مُعلم للقرآن إلى مُجاهد، وهو الذي أجبر الإيطاليين على التفاوض معه في مفاوضات سيدي رحومه، ولُقب بـ«شيخ المجاهدين»، وأسد الصحراء، وشيخ الشهداء، ووصفه الكاتب الإيطالي كانيفار بالقول: «وصل عُمر المُختار مكان الاجتماع محاطاً بفرسانه، كما يصل المُنتصر الذي جاء ليملي شروطه على المغلوب»، إلا أنه سرعان ما اكتشف أنها مفاوضات للمماطلة وشراء الوقت وليس لإنهاء الحرب، فقد كان الحكم الفاشي الإيطالي يعتبر ليبيا الشاطئ الرابع (La Quarta Sponda)، المصطلح الذي أطلقه الزعيم الفاشي موسوليني، مما جعل الحرب الإيطالية على ليبيا حرباً استيطانية وانتزاع أرض واستبدال شعب محل شعب آخر.
حارب عُمر المُختار الطليان الغزاة لأكثر من عقدين من الزمن. وتمر اليوم ذكرى استشهاده التسعون وبلاده ليبيا محتلة بقوات أجنبية ومرتزقة متعددة الجنسيات، وجماعات إرهابية عابرة للحدود، في ظل حكومات متعاقبة ضعيفة وفاشلة، بل ويتهم بعضها بالعمالة والرضوخ للأجنبي.
خاض المختار معارك شرف ضد القوات الإيطالية الغازية، ففي معركة بئر الغبي تكبد الإيطاليون خسائر جسيمة، رغم أن عمر المختار ورجاله لم يتجاوزا الخمسين رجلاً كانوا عائدين من مصر وكانوا صائمين في رمضان، فانقضت عليهم سبع مُصفحات إيطالية، إلا أن بسالة رجال المختار استطاعت التكتيك لتتمكن من حرق المصفحات السبع، وتكررت الهزيمة الإيطالية في معركة الرحيبة؛ إذ هاجمت فيه القوات الإيطالية تجمعات المجاهدين، إلا أن الهزيمة كانت من نصيب القوات الغازية، مما جعل روما تغضب من الهزيمة الكبيرة التي طالت قواتها المسلحة بعتاد حديث وكبير، يفوق عتاد المختار ورجاله عشرات المرات.
في 11 سبتمبر 1931، تمكنت القوات الإيطالية من اعتقال عمر المختار، بينما كان في منطقة سلنطة في الجبل الأخضر، ونقل جريحاً إلى بنغازي، وعقدت له محاكمة صورية في مركز إدارة الحزب الفاشي في بنغازي، وفي صباح 16 سبتمبر من عام 1931 في بلدة سلوق، تم إعدام شيخ الشهداء بحضور الآلاف من الأهالي المعتقلين في معتقل سلوق الذين أجبروا على حضور إعدامه لكسر معنويات المقاومة.
لقد حوكم المختار محاكمة صورية ظالمة، من قبل السفاح الإيطالي غراتسياني ماركيز نيغيلي، لكن المختار نطق أمام هذه المحكمة قائلاً بكل ثبات «نعم قاتلت ضد الحكومة الإيطالية، لم أستسلم قط، لم تخطر ببالي قط فكرة الهرب عبر الحدود، منذ عشر سنوات تقريباً وأنا رئيس المجاهدين»، وقد سبق لردولفو غراتسياني أن أعلن عن جائزة قدرها 200.000 فرنك لقاء جلب المختار، سواءً حياً أو ميتاً. وكان المختار حارب الاستعمار الإيطالي قبل حتى ظهور الفاشية في إيطاليا، وذلك بعد أن تخلت الدولة العثمانية عن ليبيا وتركتها للمستعمر الإيطالي.
فقد صدق المختار حين قال للمستعمر وعملائه: «يستطيعُ المدفع إسكات صوتي... ولكنه لا يستطيع إلغاء حقي، وأنا على يقين أن حياتي ستكون أطول من حياة شانقي، وسوف تأتي أجيال من بعدي تقاتلكم».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليبيا وتسعون عاماً على غياب المختار ليبيا وتسعون عاماً على غياب المختار



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon