توقيت القاهرة المحلي 04:42:59 آخر تحديث
  مصر اليوم -

انتفاضة طرابلس وغبن الليبيين

  مصر اليوم -

انتفاضة طرابلس وغبن الليبيين

بقلم: د. جبريل العبيدي

المتظاهرون السلميون بميدان الشهداء في طرابلس يهتفون للسراج وحكومته: «ارحل... ارحل... وعار عار... المرتزق يخلص بالدولار» في ظل اعترافات لمرتزقة سوريين بنهبهم لبيوت المواطنين.
شعار المتظاهرين «الشعب يريد إسقاط النظام».. هتافات مصحوبة بدعوات لعصيان مدني، بينما ميليشيات تابعة لحكومة الوفاق غير الدستورية شنت حملة اعتقالات ومداهمات ضد النشطاء والمتظاهرين في ظل اختفاء بعضهم في طرابلس، واتهامات لحكومة الوفاق بالإخفاء القسري لمنظمي حراك «ثورة الفقراء» الذي برز في عدة مدن ليبية، بينما رئيس حكومة الوفاق المنفصل عن الواقع، يصف المتظاهرين السلميين بالمخربين، وهدد بإعلان حالة الطوارئ بعد أن مارست قوات تابعة له العنف والقمع لدرجة التوحش ضد هؤلاء المتظاهرين، مما دفع بعثة الأمم المتحدة للتعبير عن القلق من استخدام القوة المفرطة، والعجيب أنها بعثة مشكّلة بقرار من مجلس الأمن وتحت الفصل السابع، مما يعني أن لديها سلطات تتجاوز التعبير عن القلق أمام سحل وقتل المتظاهرين بدم بارد من قبل حكومة جلبت المرتزقة الأجانب بالتحالف مع الغازي التركي، ودفعت لهم بالدولار لقتل شعبها.
السراج بدلاً من حل أزمة الكهرباء وإقالة المسؤولين الفاشلين، خرج في خطاب متخشب يعود لزمن الديكتاتوريات، مهدداً المتظاهرين تارة، وساخراً منهم تارة أخرى، واعداً «بالعدالة» في توزيع الإظلام والظلام بين السكان؛ حيث طرابلس بل عموم ليبيا غارقة في الظلام بسبب انقطاع التيار الكهربائي لساعات، إضافة إلى غياب وانقطاع المياه، وأزمة السيولة، والبطالة المتزايدة بين الشباب، وفشل وزارة الصحة في مواجهة وباء «كورونا» رغم إنفاق الملايين، وعدم توفر مستلزمات التحليل والكشف عن الفيروس، في ظل اتهامات متبادلة بين اللجان المكلفة مكافحة الوباء والشركات الموردة.
المتظاهرون ونشطاء الحراك طالبوا حكومة الوفاق بتسليم السلطة للنائب العام والمحكمة الدستورية لإدارة البلاد وعقد انتخابات، بعد اتهامهم المسؤولين بالفساد وبإهدار الأموال بعد ارتفاع نسبة الفساد باعتراف ديوان المحاسبة الليبي في أغلب تقاريره من دون أي تحرك لمحاسبة هؤلاء الفاسدين.
عجز حكومة الوفاق عن توفير الخدمات الصحية خاصة، وحرمان مناطق أخرى خاصة في الشرق الليبي بحجة أنها غير موالية للحكومة جعل حكومة الوفاق، السبب الرئيسي في انتشار الوباء، وذلك لمنعها وصول مستلزمات الوقاية ومشغلات أجهزة الكشف عن فيروس كورونا.
الليبيون خرجوا إلى الشارع لإسقاط حكومة لم ينتخبوها بل نصبتها القوى المتنفذة، وفرضتها عليهم بعد أن جاءت على ظهر فرقاطة إيطالية، وبعد عجز البعثة الدولية عن مساعدة الليبيين للتخلص من تلك الحكومة التي تمرر مشاريع وصفقات لنهب ثروات ليبيا وتمكين الغازي التركي من احتلال ليبيا عبر اتفاقيات مذلة لا يملك من وقع عليها حق توقيعها من دون حتى قراءة تفاصيلها، والتي ما هي إلا تلاعب بجغرافيا المتوسط لنهب ثروات ليبيا خاصة والاستيلاء على أجزاء من الحدود البحرية لدول أخرى ضمن مطامع إردوغان بما يسميه بالوطن الأزرق.
إن إعلان وقف إطلاق النار، يعتبر خطوة إيجابية، ولكنه يبقى رهناً أولاً بمدى التزام ميليشيات حكومة الوفاق ومرتزقة إردوغان، وثانياً بمدى جدية الأطراف الراعية لوقف إطلاق النار، وذلك بالضغط على تركيا لسحب مرتزقتها خارج ليبيا، بدلاً من منحهم الجنسية الليبية وتعقيد المشهد كما تحاول تركيا وقطر، خاصة بعد اتفاق وزيري الحرب في تركيا وقطر مع السراج على تسلم موانئ طرابلس ومصراتة والخمس، مما يعني بما لا يدع مجالاً للشك أنهم لا يريدون السلام بل يبغون «كسب الوقت» حتى يتسنى لهم تنفيذ مخططهم الشرير.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انتفاضة طرابلس وغبن الليبيين انتفاضة طرابلس وغبن الليبيين



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:02 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم
  مصر اليوم - أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية
  مصر اليوم - دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 07:54 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F
  مصر اليوم - علاج جيني مبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 11:41 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
  مصر اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 07:51 2020 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

حفل اللاعب البرازيلي نيمار يثير الجدل في البرازيل

GMT 12:05 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

مكافآت خاصة للاعبي أسوان عقب البقاء في الدورى الممتاز

GMT 14:23 2021 الإثنين ,06 أيلول / سبتمبر

تباطؤ التضخم السنوي في تونس إلى 6.2 % خلال أغسطس

GMT 21:51 2021 الإثنين ,14 حزيران / يونيو

غياب أحمد فتحي عن قائمة بيراميدز أمام سموحة

GMT 06:17 2021 الإثنين ,05 إبريل / نيسان

تعرف على أجمل الأماكن السياحية في جزر السيشل

GMT 17:45 2021 الخميس ,25 آذار/ مارس

جي ام سي تطرح تيرين فيس ليفت 2022
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon