توقيت القاهرة المحلي 00:47:58 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأميركي لا يريد {ملالي بأسنان نووية»

  مصر اليوم -

الأميركي لا يريد ملالي بأسنان نووية»

بقلم: د. جبريل العبيدي

النظام الإيراني منذ الثورة الخمينية عام 1979 يصفه العالم بـ«البنك المركزي للإرهاب»، فهذا النظام المعتاد على تصدير أزماته والمأزوم داخلياً وخارجياً، يستخدم فزّاعة تخصيب اليورانيوم لابتزاز الغرب وأميركا، ولكسب نقاط تفاوضية، في الملف النووي والاتفاق المنحل، والسبب أنه لا يسعى إلى أي جهود دبلوماسية تمكنه من تحقيق نجاحات ولو محددة في المفاوضات مع الولايات المتحدة لتجنب الحرب، فالبيت الأبيض «لا يرغب في ملالي بأسنان نووية» وفق وصف الرئيس الأسبق جورج بوش.
الابتزاز الإيراني عبّر عنه المتحدث باسم الخارجية الأميركية بالقول: «ليس لدى إيران سبب معقول لتوسيع برنامجها لتخصيب اليورانيوم في منشأة (فردو) أو أي مكان آخر، عدا أنها محاولة واضحة للابتزاز النووي لن تؤدي إلا إلى تعميق عزلتها السياسية والاقتصادية».
فالنظام الإيراني يحاول ابتزاز العالم؛ حيث تشترط إيران 15 مليار دولار للتراجع عن تخفيض الالتزام بالاتفاق النووي، بعد أن لوحت بتخصيب اليورانيوم بنسبة تتجاوز 20 في المائة، فقد قرر النظام الإيراني المضي في ابتزاز العالم وتجاوز السقف المسموح له بتخصيب اليورانيوم، حيث قال المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية: «بدأنا في رفع القيود المفروضة على عمليات البحث والتطوير بموجب الاتفاق النووي».
ورغم أن البرنامج النووي الإيراني في الأصل برنامج بدائي ومع أنه أطلق في خمسينات القرن العشرين، بمساعدة أميركية، ويعدّ مفاعل بوشهر أول محطة للطاقة النووية في إيران، فإن البرنامج الإيراني ما زال بعيداً عن الاقتراب من تخصيب الحجم الحرج لإنتاج أي قنبلة أو ولادة مشروع نووي عسكري ناضج يمكن التعويل عليه، ولكن الخداع الإيراني وتهويل برنامجه، جعله يستخدمه ورقة جلب مكاسب، وفزاعة ابتزاز.
النظام الإيراني مأزوم داخلياً بمظاهرات من حين إلى آخر بسبب ثالوث «الغلاء والفقر والبطالة» يرفع خلالها المتظاهرون الساخطون شعار «لا غزة، لا لبنان، حياتي في إيران» وإن حاول النظام الإيراني شيطنتها بنعتهم بـ«بالعملاء والمخربين والمأجورين» الذين أطلق يد «الحرس الثوري» الإيراني مع جهاز «الباسيج» لقمعهم.
النظام الإيراني مثقل بالبطالة التي تجاوزت 20 في المائة، وتضخم مالي في ازدياد مطّرد، في بلد يعدّ منتجاً رئيسياً للنفط في العالم، بسبب عجزه أمام الأزمات المحلية الداخلية وشحه في الإنفاق عليها، مثل الصحة والتعليم والبنية التحتية، بينما تعاظم حجم الإنفاق على التسلح والمشاريع المتهورة مثل تخصيب اليورانيوم، ودعم الجماعات الإرهابية التي تمثل ذراع إيران مثل ميليشيا «حزب الله» بفرعيها العراقي واللبناني، وميليشيات الحوثي في اليمن، والتي فاق دعمها قدرة الاقتصاد الإيراني على تحمل الإنفاق عليها.
النظام الإيراني هو في الأصل نظام استبداد سياسي قمعي لا علاقة له بأي طائفة وإن تلبس ببعضها، فالعقدة الفارسية هي العليا على جميع أنواع الـ«أنا» الإيرانية، حتى مع من ظن أنهم شركاء إيران في الطائفة الدينية، فهم لن يكونوا في مقام شركاء النظام الفارسي المستعلي على باقي الأمم وإن تبعت طائفته، ولهذا فالمرشد والولي الفقيه وحتى «آي الله العظمى» و«حجة الله»... جميعها مناصب في الاكليروس الإيراني والأولوية فيها للفارسي، فهذا النظام المتلبس بالثوب الطائفي الديني والمتجذر في العنجهية الفارسية، لا يقبل إلا نفسه ولا يتعايش مع الأمم الأخرى حتى وإن كانت أقليات احتل أرضها مثل الأحواز العربية، تلك الدولة العربية التي ابتلعها النظام الفارسي وقمع أهلها.
أزمة النظام الإيراني مع العالم أكبر وأكثر عمقاً من حالات الابتزاز السخيف الذي يمارسه نظام الملالي وحملات التضليل الإعلامي والخطاب المتخشب المحشوّ بشعارات «الشيطان الأكبر» وتصدير الثورة؛ الأمر الذي جعل من النظام الإيراني في حالة غيبوبة وتوهان سياسي رغم محاولته اغتنام الفرص والابتزاز السياسي في بعض المواقف، إلا إن منهج التصادم الذي دأب عليه، خصوصاً مع محيطة الإقليمي، جعله في حالة عزلة دائمة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأميركي لا يريد ملالي بأسنان نووية» الأميركي لا يريد ملالي بأسنان نووية»



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 17:49 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل
  مصر اليوم - مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
  مصر اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon