توقيت القاهرة المحلي 22:01:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

البحرين والإمارات واختيار السلام

  مصر اليوم -

البحرين والإمارات واختيار السلام

بقلم: د. جبريل العبيدي

اختيار السلام خطوة شجاعة ومتقدمة، خاصة إذا جنح الطرف الآخر للسلام، فالإمارات والبحرين كانتا ولا تزالان الدعم والرافد الرئيسي للقضية الفلسطينية لأكثر من نصف قرن، وحل الدولتين الذي ارتضته السلطة الفلسطينية ممثل الشعب الفلسطيني، وبالتالي أي خطوة سلام تتماشى وتتفق مع حل الدولتين تعتبر مرحباً بها.
إسرائيل الآن كيان جيوسياسي بقرار من الأمم المتحدة، واعتراف جميع الدول الكبرى شئنا أم أبينا، ولا يمكن إنكار وجوده بانتظار رميه في البحر، ولذلك من الواقعية التعاطي مع هذا الكيان، بدل الهروب إلى الأمام، أو انتظار أشياء لا نعلم نتائجها، خاصة في ظل اختلال ميزان القوة، وكذلك في وجود دول كبرى داعمة للتفوق العسكري الإسرائيلي.
اختيار السلام بقدر ما هو شجاعة هو قرار سيادي بالدرجة الأولى، ولا يحق لأحد خارج الدولتين أن يعترض على قرار سيادي لهما، وأعتقد أن خطاب التخوين والخطاب العنتري والمتخشب، لا يحقق أي شيء، كما أنَّه قد انتهى زمنه في ظل استطاعة الشعوب تحقيق مطالبها بالسلام والحوار، والالتفات إلى بناء التقدم والازدهار.
السلام مع إسرائيل لا يعني الاستسلام والتفريط في الحق الفلسطيني، وإلا اعتبرنا معاهدة غزة وأريحا ضياعاً للحق الفلسطيني، خاصة أن الإسرائيليين يرددون في كتبهم «ملعون من يبني حجراً في أريحا»، والتي وُقعت وأنتجت السلطة الفلسطينية وحكماً محلياً ضعيفاً ومنقسماً، وليس حل الدولتين الأمر المختلف في اتفاق السلام الإماراتي البحريني مع إسرائيل، إذ أكدت كلتا الدولتين حق الدولتين ووقف وتعليق ضم الأراضي الفلسطينية، الأمر الذي يعتبر متقدماً على اتفاق أوسلو الفلسطيني الإسرائيلي.
فلا يمكن أن نحلل ونبيح للفلسطينيين الجلوس والتفاوض وإبرام اتفاقات سلام مع الإسرائيليين، والقبول بالقسمة الضيزى (غزة وأريحا) وتحريم ذلك على الآخرين، الذين جلبوا مساحة أكبر وحل الدولتين بحدود عام 1967.
من حق الدول ذات السيادة ممارسة حقها السيادي بين خياري الحرب والسلام، فاختيار الإمارات والبحرين السلام مع الجنوح الإسرائيلي نحو السلام يعتبر خطوة مهمة نحو التقدم في حل الدولتين بالحوار والتفاوض، خاصة أن الداخل الإسرائيلي المشحون سابقاً بعداوة العرب أصبح مقتنعاً بحل الدولتين، لتحقيق سلام دائم باستثناء المتطرفين الذين لا ننكر وجودهم في الضفتين الإسرائيلية والعربية.
اتفاق الإمارات والبحرين ليس الاتفاق اليتيم، بل سبقته اتفاقات كثيرة من كامب ديفيد إلى وادي عربة مروراً بأوسلو، وجميعها استطاع أصحابها استعادة الأراضي العربية المحتلة بالسلام وليس بالحروب، وهذه حقيقة لا نستطيع القفز عليها، فالحروب مع إسرائيل كانت أغلبها بخسارة الأراضي العربية لا استعادتها، وهذا الكلام لا أقبل تفسيره على أنه فاتورة مجانية للتطبيع، بالعكس ولكنَّه قراءة واقعية لمشهدية الحرب والسلم مع إسرائيل.
وحتى لا نفرط في التفاؤل تبقى الاتفاقات رهينة إرادة المتفقين في تحقيق السلام، وهنا تصبح إسرائيل أمام اختبار حقيقي في تحقيق السلام، وإسكات البنادق والمدافع وجرافات الأراضي، خاصة الموجهة صوب الفلسطينيين، والسعي الحقيقي نحو حل الدولتين الذي أثبتت الوقائع والظروف أنه الحل الأنجع للطرفين، في ظل التعنت على يهودية إسرائيل، الأمر الذي لا يستقيم حله إلا مع حل الدولتين المتجاورتين، وهو ما ذهب إليه اتفاق السلام الإماراتي البحريني مع إسرائيل.
اختيار السلام مع من يجنح للسلم لا يمكن أن يكون خياراً خاطئاً، كما أنَّ أغلبية القوى الفلسطينية قبلت بحل الدولتين على حدود عام 1967.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البحرين والإمارات واختيار السلام البحرين والإمارات واختيار السلام



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 17:49 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل
  مصر اليوم - مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 18:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
  مصر اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب

GMT 11:04 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

منة فضالي جمهورها بمناسبة عيد الأضحى
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon