توقيت القاهرة المحلي 15:24:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إخوان ليبيا وتقية المصالحة

  مصر اليوم -

إخوان ليبيا وتقية المصالحة

بقلم : د. جبريل العبيدي

 لم يكد يجفّ حبر تصريحات رئيس الحزب السياسي لتنظيم الإخوان في ليبيا «العدالة والبناء»، والتي غازل فيها الجيش الليبي لدرجة أنه وصف ضحايا الجيش في مكافحة الإرهاب بالشهداء، وتغنى بعملية الكرامة العسكرية ووصفها بالمهمة والنوعية وأقر بوجود الإرهاب والإرهابيين، الأمر الذي كان لزمن قريب يُنكره، حتى انقلبت جماعة الإخوان على أعقابها، ونكثوا العهد بالمصالحة والتصالح وتوقف التغازل، وعادت الانتهازية السياسية للظهور، بمجرد ظهور إشاعة بمرض و«موت» المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الليبي، وسرعان ما ظهرت سيول من الشماتة والتشفي والكذب، لتكشف عن سيناريوهات تنظيم الإخوان لخلافة المشير وتقاسم ميراثه والرجل لا يزال حياً يُرزق، وتسقط ورقة المصالحة المزيفة، في محاولة منهم لتثبيط همم الجيش، ولكن هيهات.

عودة ظهور المشير حفتر بصحة جيدة، وبكامل نشاطه أربكت «الإسلام السياسي». حفتر الذي وصفته جماعة الإخوان بـ«الميت سريرياً» وأن دفنه تم سراً في باريس، وشاركتهم الأكاذيب صحف عالمية للأسف ومنها ما نقلته صحيفة «لوموند» الفرنسية من أن حفتر، أُصيب بـ«سكتة دماغية» أوجبت نقله سريعاً من العاصمة الأردنية عمان إلى باريس بينما الصحيفة الفرنسية «La nouvelle tribune»، التي أكدت الخبر عبر مراسلها وذهبت إلى التكهن باسم المستفيد من اختفاء المشير، والتي سرعان ما اتضح أنها أكاذيب مراسلين ذهبت أدراج الرياح، بعد أن كان مراسل إحدى القنوات الإخوانية يزعم أنه يقف أمام المستشفى العسكري الذي يرقد فيه المشير، وأنه «ميت سريرياً»، في لغة تتدنى إلى مستوى الإشاعة والكذبة، وتستحق الملاحقة القضائية لكونها كادت تتسبب في حالة زعزعة للأمن القومي الليبي والسلم المجتمعي، قد لا يُعرف مدى آثارها المترتبة، رغم أن المشير بعد أن ترجل من الطائرة، وصافح مئات الرجال والنساء من مستقبليه في بنغازي قال: «أُطمئن الجميع... أنا بصحة جيدة ولست معنياً بالرد على الترهات، وإننا لن نقف حتى نحقق ما استشهد من أجله الرجال في ميادين القتال».

عودة المشير حفتر الذي قال: «نحن قطعنا العهد أن نحقق آمال الشعب، ولا بد أن تكون ليبيا خالية من المجموعات الإرهابية التي تعكر صفو الليبيين»، أربكت حسابات تنظيم الإخوان، وبخاصة بعد أن جرّبوه في الحرب، وعرفوا مرارة الهزيمة أمام الجيش الليبي، الذي صنفته منظمة «غلوبال فاير باور» الأميركية بأنه التاسع أفريقياً، وهو الذي نهض من الرماد في بضع سنين.

أتباع تنظيم المرشد أصحاب الطاعة العمياء والتي يصفها حسن البنا بـ«طاعة الميت للمغسل»، لا يكلّون من تكرار التقية التي هي ترجمة حقيقية للكذب والخداع، بعد أن انكشفت تقية المصالحة التي كانت تتغنى بها شخصيات وقيادات إخوانية، على رأسها المطلوب دولياً علي الصلابي، وأن ما كانت تطرحه كان مجرد تقية سياسية، وليست مصالحة حقيقية يمكن أن تثمر عن حل أو حالة استقرار سياسي في بلد تتنازعه الفوضى والصراعات السياسية، مكّنت للجماعات الإرهابية من الوجود، بعضها تم استخدامه مثل «أنصار الشريعة» التي تحولت إلى تنظيم الدولة (داعش) المنهار أو ميليشيات «الدروع» التي كانت إخوانية الانتماء والقرار، والتي اصطفت إلى جانب انقلاب «فجر ليبيا» على شرعية مجلس النواب المنتخب.

لتنظيم الإخوان تاريخ طويل مع التقية السياسية، ولهذا كان التنظيم يخشى قادة كثيرين في العالم، شهدوا مواجهات مباشرة معه، منهم الرئيس جمال عبد الناصر والملك فيصل والرئيس السادات، والآن هم في مواجهة في ليبيا مع قائد الجيش المشير خليفة حفتر، ولهذا اغتيالوا مَن تمكنوا منه كالراحل السادات وفشلوا مع الآخرين، وإن تنوعت أساليب الاغتيالات التي مارسها هذا التنظيم المصنف إرهابياً في كثير من البلدان.

التنظيم الذي يمارس تقية المصالحة والتصالح والشراكة الوطنية في ليبيا، الوطن الذي لا يؤمن بجغرافيته وحدوده الوطنية، يبقى امتداداً لجذور النفاق والكذب والخداع، التي تعود إلى التربية داخل أروقة التنظيم، التي تستخدم المبدأ الميكافيلي للوصول إلى مصالحها، ولو كان عبر بوابة الكذب والخداع تحت مسمى التقية.

نقلا عن الشرق الآوسط اللندنية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إخوان ليبيا وتقية المصالحة إخوان ليبيا وتقية المصالحة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon