توقيت القاهرة المحلي 22:01:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ولادة عسيرة لحكومة ليبية موحدة

  مصر اليوم -

ولادة عسيرة لحكومة ليبية موحدة

بقلم: د. جبريل العبيدي

ولادة عسيرة لحكومة الوحدة الوطنية بعد مخاض عسير شهدته مدينة سرت التي شهدت توحد الليبيين مرتين في الماضي؛ في القرضابية زمن الاستعمار الإيطالي، واليوم بعد حرب السنوات الست.
البرلمان رغم الجدل حوله وحالة الانقسام التي كان يعاني منها والضعف السياسي، والتراخي لبعض شخوصه، فإنه أثبت أنه برلمان الأمة ومنح الثقة للحكومة، بأغلبية 132 صوتاً واعتراض صوت واحد وغياب المتبقي من 180 نائباً، بعد جدل وتشكيك طغيا الأيام السابقة لمنح الثقة، خاصة بعد أن عرضت حكومة الأربعين وزيراً لمدة تسعة أشهر بميزانية تقترب من مائة مليار دينار، لا يمكن أن يكون هدفها الخروج والتسليم بعد تسعة أشهر هي مدتها المنصوص عليها في الاتفاق السياسي الليبي في جنيف، بل شكك البعض بالقول «هي باقية وتتمدد».
تشكيل الحكومة يصفه البعض بالترضيات القبلية والجهوية على حساب الكفاءة والمهنية؛ لأنَّ الإرادة الشعبية ترغب في حكومة تكنوقراط، بينما بعض النافذين سياسياً يريدونها حكومة محاصصة قبلية وجهوية في توزيع حقائبها، فهل ستكون حقاً حكومة وحدة وطنية؟ فتشكيلة حكومية وفق محاصصة قبلية وجهوية يجعل منها في نظر المراقبين حكومة غير متوائمة، فالبلاد المنقسمة سياسياً تواجه خطر التقسيم الجغرافي، إلا أن ليبيا التي كانت في ولادة عسيرة بعد مخاض حرب استقلال ضد المستعمرين لسنوات طويلة، وحرب أخرى على الإرها، فرضت عليها وقدمت فيها خيرة أبنائها، لن تكون لقمة سائغة لأي مشاريع دولية أو إقليمية.
حكومة الوحدة الوطنية اختصاصها الأصيل هو الخروج بالبلاد من أزمتها السياسية، كما أن توحيد المؤسسة العسكرية وحل الميليشيات وتفكيكها من أولوياتها، وأيضاً البدء في مشروع مصالحة وطنية وتحقيق الاستحقاق الانتخابي في ديسمبر (كانون الأول) المقبل في ذكرى تأسيس الدولة الليبية فقط لا غير، فهي ليست حكومة مشاريع تنموية لتصرف قرابة مائة مليار دينار.
حكومة كبيرة موسعة لفترة قصيرة يشكو كثيرون من غياب التوزيع العادل فيها والمرضي للجميع، خاصة أنها حكومة محاصصة، ستواجه مشاكل قانونية دستورية ولا سيما أنها منحت الثقة قبل تضمين الاتفاق السياسي للإعلان الدستوري (الدستور المؤقت)، وربما من ثم تواجه إشكالاً دستورياً رغم منحها الثقة من قبل مجلس النواب بأغلبية مريحة.
الحكومة أمامها أولويات منها إخراج المرتزقة والمقاتلين الأجانب وحل وتفكيك الميليشيات وحصر السلاح تحت سلطة الدولة والالتزام بموعد الانتخابات وتسليم السلطة في موعدها بعد التحجج بذرائع للمماطلة في تسليم السلطة، خاصة بعد أن تعهد رئيسها الممنوح الثقة حديثاً تنفيذ الاستحقاق الانتخابي في موعده بلا مماطلة، إلا أن هذا الأمر يواجه عقبة مهمة هي التوافق على قاعدة دستورية لإجراء الانتخابات من دون طعون يلوّح بها البعض قبل انطلاق الاستحقاق الانتخابي.
رغم أن أياماً قليلة تفصلنا عن نشر وتعميم تقرير اللجنة الخاصة بمجلس الأمن التي تحقق في مزاعم بوجود رشى قدمت لأعضاء الحوار السياسي في جنيف، فإن الحكومة منحت الثقة بأغلبية في خطوة استباقية للتقرير، بل ومباركة جاءت وتقاطرت من كل حدب وصوب، من بينها مباركة السفارة الأميركية - التي لم تكن غائبة عن مسرح وحلبة تشكيل الحكومة - لمنح الثقة قائلة إنها تمهد الطريق أمام الانتخابات القادمة.
أياً كانت التكهنات لنتيجة التقرير الدولي، فليبيا اليوم تتجه نحو استعادة الدولة الموحدة بدءاً بحكومة موحدة وإن كانت حكومة محاصصة فرضتها الوقائع على الأرض ونتيجة طبيعية لحالة من الاحتراب سنوات وحالة غياب الثقة بين أطراف الصراع، مما يجعل مشاركة الجميع في الحكومة حالة طمأنة للجميع.
ليبيا اليوم تشهد تحولات مهمة، فمدينة سرت التي كانت ولاية لـ(داعش) هي اليوم تشهد منح الثقة لحكومة الوحدة الوطنية، ومنذ أيام شهدت مدينة درنة معرضاً كبيراً للكتاب ومهرجاناً ثقافياً في الساحة التي حولها (داعش) ساحة للإعدامات والجلد والسحل.
ولادة حكومة موحدة خطوة إيجابية نحو الانتقال بليبيا من حالة الفوضى والانقسام إلى مرحلة الدولة والاستقرار وحصر الخلاف والاختلاف السياسي تحت قبة البرلمان والتوقف عن الاحتراب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ولادة عسيرة لحكومة ليبية موحدة ولادة عسيرة لحكومة ليبية موحدة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 17:49 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل
  مصر اليوم - مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل

GMT 09:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 10:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

رأس شيطان ضمن أفضل 10 مناطق للغطس في العالم

GMT 21:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 09:48 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

منى عبد الغني توجّه رسالة إلى محمد صلاح

GMT 17:26 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 20 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:09 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة رانيا ترد على رسالة طالب جامعي بطريقة طريفة

GMT 11:06 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

وكالة فيتش ترفع التصنيف الائتماني للبنوك المصرية

GMT 19:10 2020 الجمعة ,25 أيلول / سبتمبر

أسعار الكتاكيت في مصر اليوم الجمعة 25 سبتمبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon