توقيت القاهرة المحلي 10:36:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وقف النار في ليبيا بين الترحيب والتشكيك

  مصر اليوم -

وقف النار في ليبيا بين الترحيب والتشكيك

بقلم: د. جبريل العبيدي

ترحيب أممي غير مسبوق مقابل تشكيك تركي شاذ ويتيم بشأن التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار، اتفاق «عسكري ليبي - ليبي» بين قوات حكومة الوفاق وقوات الجيش الوطني الليبي، يمهد لإخراج «المرتزقة» في غضون ثلاثة أشهر، وإن كان البعض شكك في مدة 90 يوماً كونها طويلة، ما قد يسهم في خرق الاتفاق، خصوصاً من الأطراف التي تعوّل على انهيار الاتفاق، وخصوصاً بعد تصريحات الرئيس التركي التي تعكس حجم معارضته للاتفاق، حيث قال إن الاتفاق «ضعيف المصداقية» و«ليس اتفاقاً على أعلى المستويات»، بل هو اتفاق بين مندوبين.
تشكيك إردوغان في اتفاق أبرم بين جنرالات كبار من الجيش الليبي يمثلون الطرفين بالتساوي (5+5) يطرح العديد من الأسئلة حول الدور العابث لإردوغان في ليبيا، خصوصاً أن إردوغان هو أبرز العابثين بالمشهد السياسي والعسكري في ليبيا من خلال المرتزقة الذين جلبهم من سوريا وترسانة الأسلحة والطائرات المسيّرة التي قدمها لميليشيات الإسلام السياسي في طرابلس، بعد أن فرض على حكومة الوفاق دفع ثمنها مضاعفاً.
تشكيك إردوغان في صمود الاتفاق يعكس رغبته في إفشال الاتفاق الذي يتعرض بشكل مباشر لوجود مرتزقته في ليبيا ويطالب الاتفاق بإخراجهم في مهلة 90 يوماً.
الاتفاق الذي يعارضه إردوغان أعطى مهلة طويلة لإخراج المرتزقة، ما يشكك في حقيقة خروجها بالرهان على اختراق وقف إطلاق النار، الأمر الذي يراهن عليه إردوغان، كما أن السفير الأميركي رهن قضية انتشار المرتزقة في ليبيا بخروج مجموعة «فاغنر» الروسية من ليبيا، قائلاً إن «أولئك الذين يدعون إلى انسحاب المقاتلين السوريين وغيرهم من غرب ليبيا لا يمكنهم أن يأملوا في حدوث ذلك طالما استمرت مجموعة فاغنر في تعزيز وجودها في الشرق».
وقف إطلاق النار لا ينطبق على المجموعات التي تصنفها الأمم المتحدة على أنها إرهابية، كما اتفقت اللجنة العسكرية المشتركة على فتح الطرق والمعابر البرية التي تربط جميع مناطق ومدن ليبيا، كما اتفقت لجنة (5+5) على ضرورة وضع حد للتحريض والتصعيد الإعلامي ووقف خطاب الكراهية، وإن كان تعرض وزير إعلام حكومة الوفاق للخطف والاختفاء القسري من قبل ميليشيات «ثوار طرابلس» التابعة للمفتي المعزول بمجرد قرار وزير الإعلام وقف خطاب الكراهية والحديث عن الحرب الأهلية في الإعلام التابع لوزارته، الأمر الذي كان في نظر العديد من المراقبين انتكاسة خطيرة قبل أن يجف حبر الاتفاق، بل إن حكومة الوفاق التزمت الصمت أمام اختطاف وزير في حكومتها وابنيه، ما يعكس سطوة الميليشيات وأن اليد العليا للميليشيات وليست لحكومة الوفاق، التي ما هي إلا واجهة سياسية استخدمتها جماعة الإخوان لشرعنة نهب الأموال الليبية.
اتفاق وقف إطلاق النار جاء وحالة من التخبط السياسي لدى جماعات الإسلام السياسي، ومحاولات التموضع والتلون، بعد ظهور حالة الاستقالات الجماعية من جماعة الإخوان الليبية، بعد خروج بيان جماعة مصراتة ببيان الاستقالة الجماعي، وقبله فرع مدينة الزاوية، الأمر الذي يطرح العديد من الأسئلة: ما الجهة التي تم تقديم الاستقالة لها، ومدى جديتها؟ وهل سيحاسبون عن فترة انتمائهم للتنظيم، خصوصاً أن مجلس النواب أصدر قانوناً بتجريم الجماعة؟
الاستقالات الجماعية لجماعة الإخوان التي بدأت بخالد المشري رئيس مجلس الدولة، لا تخرج عن كونها تقية سياسية ساذجة مفضوحة، خصوصاً أن الولاء للجماعة تحكمه بيعة تهدر دم صاحبها لو خرج عنها، فكيف نصدق أن الخروج من الجماعة قابل للحدوث والتصديق؟
محاولات التظاهر بالخروج من عباءة الإخوان بالتقية السياسية، كانت نتيجة طبيعية لحالة الكره المجتمعي العام لجماعة الإخوان في ليبيا، ما دفع جماعتها للقفز من المركب الغارق، خصوصاً وليبيا تشهد اتفاقات وتفاهمات بين القوى الكبرى المتصارعة على أرضها.
اتفاق وقف إطلاق النار لو تم الالتزام به رغم تشكيك الشياطين، سيكون خطوة ايجابية نحو تحقيق الاستقرار والسلام المجتمعي في ليبيا التي كانت لسنوات أرض معارك لجماعات وحروب بالوكالة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وقف النار في ليبيا بين الترحيب والتشكيك وقف النار في ليبيا بين الترحيب والتشكيك



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 17:49 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل
  مصر اليوم - مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
  مصر اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب

GMT 11:04 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

منة فضالي جمهورها بمناسبة عيد الأضحى
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon