توقيت القاهرة المحلي 20:21:01 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إيران «بيت تنظيم القاعدة الجديد»

  مصر اليوم -

إيران «بيت تنظيم القاعدة الجديد»

بقلم: جبريل العبيدي

بعد الكشف عن مأوى زعيم القاعدة «الجديد» في إيران، أصبح جلياً أن إيواء الإرهابيين هو ديدن النظام الإيراني، رغم اختلاف الفكر العقدي بين النظام الإيراني وتنظيم القاعدة، إلا أن النظام الإيراني دأب على التحالف مع هذا التنظيم، والشواهد كثيرة ليس آخرها إيواء الإرهابي سيف العدل الزعيم الجديد لتنظيم القاعدة وخليفة الظواهري، ولا أولها بعد مقتل القيادي في التنظيم أبو محمد المصري، ثاني أعلى مسؤول في «القاعدة»، على الأراضي الإيرانية، على يد إسرائيليين، وفق صحيفة «نيويورك تايمز».
العلاقة المركبة تؤكد أن النظام الإيراني و«القاعدة» تجمعهما قاعدة مشتركة وهي الإرهاب، فحقيقة علاقة النظام الإيراني مع القاعدة استمرت لأكثر من ثلاثين عاماً، وأكدها الوزير السابق مايك بومبيو وأيضاً مدير مكتب مكافحة الإرهاب بوزارة الخارجية الأميركية، ناثان سيلز، الذي قال: «إن إيران تسمح لـ(القاعدة) بالتحرك، ونقل المقاتلين والأموال إلى دول الجوار بحرية تامة».
ولعل اعتراف الجنرال المتقاعد في الحرس الثوري، سعد قاسمي، الذي قال هو الآخر: «قاتلنا إلى جانب (القاعدة)» يؤكد ذلك. فالنظام الإيراني كان ولا يزال يؤوي القياديين من تنظيم القاعدة الفارين من أفغانستان، إبان الحملة الأميركية في 2001 على حركة طالبان، التي كانت تؤوي تنظيم القاعدة وزعيمه المقتول أسامة بن لادن، ولكن النظام الإيراني يؤوي أبناء أسامة بن لادن وزوجاته وأحفاده وغيرهم من القيادات، ووفقاً لمعلومات وزارة الخزانة الأميركية، فإن الإرهابي ياسين السوري، كان المسؤول عن انتقال قيادات القاعدة وعوائلها إلى إيران.
توظيف إيران لتنظيم القاعدة هو مبرر العلاقة الميكافيلية والاستراتيجية والتي تعلو على العلاقة العدائية بين تنظيم القاعدة والنظام الإيراني، فبرغم الاختلاف والخلاف العقدي، إلا أن كلا الطرفين استخدما السياسة البراغماتية في التعاطي مع بعضهما بعضاً، مما يؤكد أن الإرهاب هو ما يجمعهما وهو نقطة التقاطع بينهما، فالعلاقة بينهما حكمتها المصلحة المشتركة، بالإضافة إلى أن كليهما يرفع شعار الإسلام والخلافة.
لعل إحدى الوثائق التي أفرجت عنها السلطات الأميركية والتي عثرت عليها في مخبأ بن لادن قبل مقتله، تؤكد بقاء أبناء بن لادن وبعض قيادات تنظيم القاعدة في إيران لأكثر من ثماني سنوات، منذ فرارهم من أفغانستان عام 2001. فالنظام الإيراني حاول توظيف تنظيم القاعدة لصالحه، كإحدى أذرع الملالي خاصةً بعد توفير المأوى والتدريب وبعض السلاح لعناصر التنظيم.
النظام الإيراني غارق في مستنقع الفوضى والإعدامات والقمع لمعارضيه في الانتفاضات الشعبية، بسبب الفساد الحكومي المتسبب في الانهيار الاقتصادي والعزلة السياسية، وهو الآن مختبئ خلف إصبعه، متجاهلاً أدلة دامغة على هذه العلاقة مع تنظيم القاعدة، ورغم وثائق أبوت آباد، والدلائل والبراهين والوثائق، إلا أن النظام الإيراني يصنفها ضمن ما يزعم بأنها «لعبة الإيرانوفوبيا الفاشلة»، كما جاء على لسان وزير الخارجية الإيراني.
وزير الخارجية الأميركي السابق مايك بومبيو أشار إلى أن تنظيم القاعدة يتخذ من إيران قاعدة جديدة لعملياته، وكانت بدايات العلاقة بين القاعدة وطهران قبل هجمات 11 سبتمبر (أيلول)، وأنها أصبحت «بيت تنظيم القاعدة الجديد».
فهل أميركا ستستخدم تفويض عام 2001، الذي يسمح للولايات المتحدة بشن حرب على تنظيم «القاعدة» وحلفائه أو فروعه من دون الرجوع للكونغرس في أي مكان من العالم، لضرب قيادات القاعدة داخل إيران؟ أم ستكتفي بالتفاوض على برنامج طهران النووي؟!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران «بيت تنظيم القاعدة الجديد» إيران «بيت تنظيم القاعدة الجديد»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 10:46 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الأربعاء 18 ديسمبر / كانون الأول 2024

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 23:53 2013 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

إكسسوارات تضفي أناقة وتميُّزًا على مظهرك

GMT 11:54 2024 الإثنين ,06 أيار / مايو

أحذية لا غنى عنها في موسم هذا الصيف

GMT 04:51 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السجن 50 عاما لامرأة أجبرت 3 أطفال على العيش مع جثة في أميركا

GMT 13:32 2016 الجمعة ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أرجو الإطمئنان بأن الآتي أفضل

GMT 13:13 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

اتفاقية بين مصر وموانئ دبي العالمية لتطوير منطقة حرة عامة

GMT 19:17 2021 الأربعاء ,16 حزيران / يونيو

التشكيل الرسمي لمباراة إنبي والبنك الأهلي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon