توقيت القاهرة المحلي 00:03:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سوريا... عودة «الإخوان» من الباب الخلفي

  مصر اليوم -

سوريا عودة «الإخوان» من الباب الخلفي

بقلم: جبريل العبيدي

طردوا من الباب فعادوا من النافذة بسقوط مدينة حلب وما جاورها في أيديهم. هكذا تدفقت الجماعات المتطرفة التي أنتجتها جماعة الإخوان المسلمين عبر تاريخها الطويل كمفرخ للتنظيمات التكفيرية. إنَّهم يستغلون كل نافذة للولوج منها لتدمير المنطقة. هم أسياد التضليل والرياء يعدون بأنَّهم قد فارقوا العنف وتخلوا عنه إلى غير رجعة، وها هم كعادتهم يعودون إليه، بعد أن فشل مشروع الفوضى السابق «الربيع العربي» في إعادة تقسيم المنطقة العربية جغرافياً على هوى القوى الإمبريالية التي تدعم تقدم قوات «قسد» وأخواتها في سوريا.

فرضية إضعاف إيران في سوريا بعد لبنان، هذا ليس مستبعداً ففي ظل تقاطع المصالح التركية مع الرغبة الأميركية يكون سقوط حلب وإدلب في يدِ الجماعات الموالية لتركيا وأميركا في سوريا أمراً مطلوباً، فالتقدم المتسارع لهذه الجماعات عسكرياً لا يمكن أن يتم دون دعم ناري كثيف رغم حالة النكران من أطراف عدة، إلا أن الدعم الناري واضح في أخذ الزمام والسيطرة التامة على إدلب وحلب، وما جاورهما، في محيط يصعب التحرك فيه من دون غطاء جوي، كان واضحاً أن هذه الجماعات تفتقر إليه من قبل، مما يجعل الاتهامات المتداولة لجهات عدة بالدعم التسليحي والناري لهذه الجماعات لا يمكن القفز عليه.

هل ما زال هؤلاء متعطشين للدماء والدمار والفوضى. فهذا التنظيم لا يكلّ ولا يمل، رغم الفشل المتواصل عبر عقود من الزمن عاث فيها خراباً وبلاءً. فهذا التنظيم مصرٌ على أن يحكم مرشد «الإخوان»، بعد أن تمهد له جيوش «داعش» وأخواتها ساحة الحكم، وهو أمر لا يتحقق حتى في الأحلام، لكنهم مصرون ومتعطشون للخراب.

«تنظيم الإخوان» العابر للأوطان يستبيح الدول العربية، وليس له ولاء إلا لمن يشركه آيديولوجيته التي عفى عليها الزمن، «فالإخوان» هم من عاثوا فساداً في أرض العرب، وكل هذه التنظيمات التي نعرفها وآخرها ليس «داعش» بل تنظيمَين آخرين جديدَين وأحدهما يسمى «فصيل العقاب»، إنما هي من مصانع «الإخوان» الذين يفرخون التنظيمات مثل الدجاج.

تركيا تستخدم جماعة الإخوان لتحقيق أطماع تاريخية توسعية، حتى أصبحت جماعة الإخوان مطية لتحقيق الحلم بالعثمانية الثانية، ضمن استغلال تركيا لتقاطع مصلحة «الإخوان» معها في مشروع الخلافة، ضمن علاقة نفعية، انتهازية، فالعلاقة النفعية بين «الإخوان» وتركيا انتهت إلى انتهازية، واستخدامها لـ«الإخوان» كبيادق لتحقيق مآرب استعمارية في الشرق الأوسط والحلم بعودة العثمانية الثانية وتحقيق «الوطن الأزرق».

مشهد الجولاني من سجن أميركي إلى حاكم حلب، الذي يوصف بأنه سياسي، وليس برجل دين مستعد لإبرام أي صفقة تنازل، تحقق طموحه في كسب منصب في سوريا، رغم الإعلان الأميركي عن 10 ملايين دولار فقط لمن يعطي معلومات عنه، فإنها لم تلاحقه حقيقة.

إدارة بايدن تريد توريط المنطقة في حروب قبل خروجها، وما يحدث هو إعادة إحياء «تنظيم الإخوان» مجدداً بعد سقوطه، فليست حلب من سقطت بل هي بداية لإيقاظ الخلايا النائمة لـ«الإخوان» شرقاً وغرباً. وإذا لم يتكاتف الجميع فستكون كارثة على الجميع عودته متكئاً على بندقية «داعش» وأخواته، فلن تكون حلب وحدها إذا لم نتكاتف لمحاربة «الإخوان».

إيران حالياً في أضعف أحوالها، وروسيا هي الأخرى سوف تناور بملف أوكرانيا، وهكذا دواليك.

المشروع الإخواني لن ينجح على المدى البعيد، ولكنه سيحدث فوضى على المدى القريب، إذا لم تتكاتف الدول العربية لوضع حدٍ لهذا التنظيم السرطاني.محاولات التصالح مع بعض قيادات «الإخوان» وتصنيف بعضهم بالمعتدلين هي خطوة كارثية أخرى، لا تختلف عن زمن المراجعات الفقهية التي أجراها قيادات «الإخوان» و«القاعدة» في سجون القذافي آنذاك، التي سرعان ما تنكروا لها بمجرد خروجهم من السجن في بضع سنين، وهذا مثل واضح لكل من يروّج للتصالح مع هذا التنظيم، في ظل أنباء تتحدث عن إطلاق سراح بعضهم من السجون.

ما يحدث حالياً بدايته سقوط حلب، ولكنه إعادة لإحياء «تنظيم الإخوان» مجدداً، ويجرى إيقاظ الخلايا النائمة لهذا التنظيم في المنطقة.

واضح أن الذي حدث هو من أجل دفع دمشق إلى الجلوس للتفاوض مع تركيا ولتمرير المشروع الإخواني، مثلما حدث في طرابلس ليبيا التي يتشبثون فيها بالمشروع الإخواني العابر للحدود والمدعوم من تركيا.

هذا التنظيم لا أمان له، فهو يتلوَّن مثل الحرباء في سياسته ومعتقده، فالطبع عنده يتغلب على التطبع. لقد غدروا بالجميع؛ أخرجهم السادات من السجون فقتلوه، وأخرجهم القذافي من السجون فوقفوا مع الأطلسي ضده، ثم استغلوا الفرصة للتنكيل به وبجثته وأخفوا قبره.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سوريا عودة «الإخوان» من الباب الخلفي سوريا عودة «الإخوان» من الباب الخلفي



GMT 19:18 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

أمريكا والشرع.. ‎تناقض أم مصالح؟!

GMT 19:17 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

صلاح رقم 11 ومرموش 59!

GMT 06:50 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وإني لحُلوٌ تعتريني مرارةٌ

GMT 06:48 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

يتفقد أعلى القمم

GMT 06:45 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 06:43 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سوريا و«تكويعة» أم كلثوم

GMT 06:41 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والنظام العربي المقبل

GMT 06:40 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon