توقيت القاهرة المحلي 10:22:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إيران ومعاداة العالم

  مصر اليوم -

إيران ومعاداة العالم

بقلم: د. جبريل العبيدي

النظام الإيراني واستعداء العالم، معادلة ليس بالسهولة تفكيك شفرتها، إلا من خلال دراسة سنين من السلوك الإيراني، منذ ما عرف بالثورة الخمينية عام 1979، وكيف استخدمت إيران مفهوم «تصدير الثورة» إلى خارج إيران، وهذا لا يمكن أن يتمَّ من دون تحالفات مع جماعات خارج إيران، واستخدامها بعد تمويلها وتدريبها.
فهذا مايك بومبيو يقول: «إنَّ إيران هي (المقرّ الرئيسي الجديد) للقاعدة، وإنَّ إيران لديها علاقات قوية مع (القاعدة) منذ 3 عقود، وإنَّ كثيراً من منفذي هجمات 11 سبتمبر (أيلول) سافروا إلى إيران، وإيران ساعدت (القاعدة) لتنفيذ هجمات سبتمبر»، وهو الأمر الذي أكده معاون السلطة القضائية الإيرانية محمد جواد لاريجاني، حين قال: «إيران سهلت مرور عناصر (القاعدة) الذين نفذوا هجمات 11 سبتمبر 2001»، بينما جواد ظريف المفصوم عن الواقع والمنكر له كعادته قال: «إن مزاعم بومبيو عن علاقة إيران بالقاعدة (خيالية)، وترويج أكاذيب»، بينما قادة «الحرس الثوري» يقولون: «تعاونّا مع (القاعدة)، ودرّبنا عناصرها».
افتضاح علاقة إيران بـ«القاعدة» جاء بعد مقتل الرجل الثاني في «تنظيم القاعدة»، عبد الله أحمد عبد الله، المعروف أيضاً بأبو محمد المصري، على أراضيها، حيث قال بومبيو: «أؤكد لأول مرة أنَّه كان يعيش في إيران». تصريحات بومبيو جاءت ضمن سياسة التوجيه للساكن الجديد للبيت البيضاوي، إلا أنَّها كشفت حقائق كانت لزمنٍ تتجاهلها الإدارة الأميركية، ولا تعلن عنها ضمن صفقات سياسية مع إيران، لكن اليوم كُشف عنها بوضوح في أجواء قدوم الرئيس الجديد، جو بايدن، ما سيضعه أمام مسؤولياته في مواجهة هذ الخطر.
والواقعية السياسية تؤكد أنَّ علاقة إيران بـ«القاعدة» كانت مكشوفة للأميركيين استخباراتياً حتى من قبل الحصول على «وثائق أبوت أباد»، التي حصلت عليها القوات الأميركية بعد مقتل زعيم «تنظيم القاعدة»، وما المجاهرة بها الآن إلا لخصومة سياسية بين الجمهوريين المغادرين للسلطة التنفيذية والديمقراطيين القادمين.
النظام الإيراني قام لسنوات بإيواء عناصر «القاعدة» وقيادات بارزة، مثل سيف العدل، وعطية عبد الرحمن، وأبو محمود المصري، أبي أرملة حمزة بن لادن، ومصعب الزرقاوي، إلا أن الأخير تمرد على النظام الإيراني بمجرد فراره إلى العراق، بسبب حالة التمرد وطموح الزعامة المتجسد في عقلية الزرقاوي، والتي رفضت الانصياع لتعليمات قادة «الحرس الثوري» الإيراني.
النظام الإيراني استخدم عناصر «القاعدة» وخاصة القيادية منها في الحرب بالوكالة مع الولايات المتحدة؛ حيث قامت الاستخبارات الإيرانية بتزويد عملاء «القاعدة» بتأشيرات سفر، وسلاح، ومال، لتنفيذ هجمات بالوكالة، رغم الاختلاف المذهبي لدرجة تكفير كلا الطرفين، بعضهم بعضاً في أدبياتهم، إلا أن النظام الإيراني استطاع توظيف عناصر «القاعدة» لديه واستغلالهم ضمن شراكة تحقق للطرفين ضرب أهداف مشتركة العداء بين الطرفين، ولعل كشف صحيفة إحدى الصحف الأميركية عن العلاقة بين الظواهري ووزير المخابرات الإيراني في حينه وحيدي، تؤكد حجم التعاون بين التنظيم التكفيري والنظام الإيراني على مستوى السلطة الرسمية في الجمهورية الإسلامية في إيران.
النظام الإيراني سهّل حركة «عناصر القاعدة» ومكّنهم من التواصل مع الخارج، وسهّل الحركة في الداخل لهم، ما مكنهم من التحرك بحرية مكّنتهم من تنفيذ كثير من الهجمات في الخارج الإيراني، ومما يؤكد وجود العلاقة والتعاون هو أن «تنظيم القاعدة» المعروف بالتشدد ضد المذهب الإيراني لم يشن أي هجمات ضد عناصر «الحرس الثوري» الإيراني أو في الداخل الإيراني، و«تنظيم داعش» هو الآخر لم يشن أي هجوم ضد الداخل الإيراني، ما يؤكد وجود تفاهمات وتعاون بين النظام الإيراني والتنظيمين الإرهابيين.
النظام الإيراني مارس العبث، واستخدام الجماعات الإرهابية، ووظّفها لصالح مشروعه التوسعي في المنطقة، وضرب مصالح معارضيه، ونشر الفوضى.
معاداة العالم هو ما جناه النظام الإيراني من سياسات دعم الجماعات الإرهابية والتعاون معها، بدلاً من أن تكون إيران بلداً يساهم في الاستقرار العالمي، وأصبحت بسبب نظام المرشد بلداً مصدراً للإرهاب والفوضى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران ومعاداة العالم إيران ومعاداة العالم



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 23:48 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
  مصر اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 10:20 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن
  مصر اليوم - فواكه طبيعية تعزز صحة الكلى وتساعد في تطهيرها بشكل آمن

GMT 03:10 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

داليدا خليل تستعد للمشاركة في الدراما المصرية

GMT 21:21 2015 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

أهالي قرية السلاموني يعانون من الغرامات

GMT 02:17 2016 الثلاثاء ,21 حزيران / يونيو

فوائد عصير الكرانبري لعلاج السلس البولي

GMT 01:18 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

سامسونج تكشف عن نسخة باللون الأحمر من جلاكسى S8

GMT 17:27 2022 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أطعمة تمنع مرض الزهايمر أبرزها الأسماك الدهنية

GMT 15:02 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

ريلمي تعلن موعد إطلاق النسخة الجديدة من هاتف Realme GT Neo2T

GMT 13:46 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

رامي جمال يروج لأغنية "خليكي" بعد عودة انستجرام

GMT 04:47 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

{غولدمان ساكس} يخفض توقعات نمو الاقتصاد الأميركي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon