توقيت القاهرة المحلي 10:17:57 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«إخوان» ليبيا... تكتيك أم تبدل؟

  مصر اليوم -

«إخوان» ليبيا تكتيك أم تبدل

بقلم - د. جبريل العبيدي

غازل رئيس حزب العدالة والبناء محمد صوان، الذي يعد الواجهة السياسية لتنظيم جماعة الإخوان المسلمين - فرع ليبيا، في تصريحات له، الجيش الليبي الذي قاد عملية الكرامة التي أطلقها قبل 3 سنوات لمكافحة الإرهاب والجماعات التكفيرية، والتي كانت متحالفة مع جماعة الإخوان، وهذا يعرفه القاصي والداني، بل كانت شريكاً حقيقياً لها من خلال الدعم من عدة وعتاد ومن تمويل مالي متدفق، بل والمجاهرة بالتأييد السياسي لهذه الجماعات تحت مسميات مختلفة تنوعت بين «ثوار» و«مجاهدين» و«مجلس شورى الثوار» و«مجلس شورى ثوار بنغازي»... إلخ، فهل نصبح أمام تبدل في موقف الجماعة، أم أنه فقط مجرد تكتيك أمام العاصفة، خصوصاً بعد انفراط عقد الجماعة والحلفاء السابقين، وفشل الجماعة عسكرياً وشعبياً في الحشد أكثر من مرة، الأمر الذي كانت تتفنن فيه في الماضي عبر طرق خداع مختلفة؟!
صوان قال إنه يحتسب من قدموا أرواحهم مع عملية الكرامة بصدق ونية محاربة الإرهاب «من الشهداء»، مشيراً إلى أن «أجرهم حاصل» إذا كان تقديمهم للدعم والتأييد بهذا الهدف. كما أنه اعترف بوجود الإرهاب قائلاً: إن «الإرهاب كان موجوداً في مناطق عدة من بنغازي، وما كان في بنغازي تحت مسمى مجالس الشورى كان أمراً مختلطاً، وكان هناك بعض المتشددين والإرهابيين»، وقال أيضاً: «عملية الكرامة رفعت شعاراً جميلاً وهدفاً نبيلاً متمثلاً في محاربة الإرهاب»، الأمر الذي أغضب قادة الجماعات الإرهابية الهاربة والفارة من بنغازي والمختبئة عند أنصار جماعة الإخوان في المنطقة الغربية.
تصريحات صوان جاءت أشبه بتوزيع صكوك غفران لتكشف عن «تكتيك» جديد في موقف الجماعة وإعادة ترتيب مواقف، فصوان الذي ما انفك قبل 3 سنوات عن وصف الجيش الليبي بأنه «قوات حفتر الانقلابي، وأسير حرب تشاد، واللواء المتقاعد ومن معه جماعة من المغرر بهم، ولا وجود للإرهاب في بنغازي»، يتبدل اليوم ويقر بوجود الإرهاب في هذه المدينة ويحتسب قتلى الجيش من الشهداء، وهو الذي بالأمس القريب كان يحرّض الجماعات الإرهابية التي هاجمت مناطق المقرون والجليدية والرقطة وسلطان (محيط الهلال النفطي) وتسببت في مقتل المئات من المدنيين، على رص الصفوف وإعادة الهجوم.
السؤال الآن: ماذا حدث وماذا تغير في بنية الجيش الليبي حتى يصبح هؤلاء شهداء في عقيدة وتفكير صوان وجماعة الإخوان؟ وما مصير من قتلة هؤلاء الشهداء، والذين كان يجاهر بدعمهم صوان وجماعتُه؟ ومَن المسؤول عن السنوات الثلاث من الدم والموت والدمار والخراب ودعم الإرهاب والإرهابيين؟
تصريحات رئيس الحزب السياسي لجماعة الإخوان التي غازل فيها شهداء الجيش الليبي وعملية الكرامة خاصة، لا تؤكد بالضرورة فك الارتباط بجماعات إرهابية تم استخدامها في الماضي، والآن أصبحت تشكل عبئاً ثقيلاً على الجماعة، خصوصاً في استمرار الارتباط العلني بها في ظل متغيرات دولية حادة أصبحت تدرك خطر جماعة الإخوان، ومنها الإدارة الأميركية الحالية التي تختلف عن إدارة أوباما وتابِعتُه هيلاري كلينتون، عرّابة توطين جماعة الإخوان في الشرق الأوسط، مما اضطر الجماعة وعبر ذراعها السياسية إلى المجاهرة بهذا الموقف الذي لا يوجد تأكيد لحقيقة النيات من خلفه غير إعادة تكتيك وليس تبدلاً حقيقياً في الموقف، وقناعةً بنبذ الارتباط الحقيقي مع هذه الجماعات الإرهابية، والتي جميعها في الأصل خرجت من تحت عباءة تنظيم الإخوان باعتراف قادتها.

نقلا ع الشرق الاوسط اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«إخوان» ليبيا تكتيك أم تبدل «إخوان» ليبيا تكتيك أم تبدل



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 09:09 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب
  مصر اليوم - تجديد جذّري في إطلالات نجوى كرم يثير الجدل والإعجاب

GMT 08:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة
  مصر اليوم - وجهات سياحية فخّمة تجمع بين جمال الطبيعة والرفاهية المطلقة

GMT 08:53 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث متعددة الأغراض

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 09:29 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان
  مصر اليوم - طهران ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon