توقيت القاهرة المحلي 17:13:40 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«النهضة» وفضيحة عقود الضغط الأجنبية

  مصر اليوم -

«النهضة» وفضيحة عقود الضغط الأجنبية

بقلم: جبريل العبيدي

كُشف عن فضيحة «النهضة» في التعاقد مع شركات ضغط أجنبية في محاولة لإنقاذ ما تبقى من ركامها وإسعافها بعد محاولات الإنعاش التي مارستها عبر ضغوط داخلية وخارجية... فقد انكشفت فضيحة «النهضة» بإبرامها عقداً مع شركة ضغط «لوبيينغ» في الولايات المتحدة للضغط على الرئيس قيس سعيد، كما جاء لدى وزارة العدل الأميركية التي تلزم شركات الضغط بالتصريح عن العقود المبرمة.
«النهضة» حاولت من خلال التعاقد مع شركة الضغط، الوصول إلى فاعلين مهمين بالولايات المتحدة، وتوجيه الإعلام للبكاء والتباكي لصالح «مظلومية النهضة»؛ وهو المشهد السخيف والمكرر في كل حالة فشل وسقوط إخواني متوقع.
فضيحة «النهضة» جاءت بتوقيع عقد مع شركة ضغط كتب في إحدى صفحاته: «المستفيد من الخدمات هو (حزب النهضة) ومقره تونس»، وكان توقيع العقد بعد أربعة أيام فقط من قرارات الرئيس سعيد، وبعد إدراك زعيم «النهضة» الغنوشي أنه لا شعبية له يعوّل عليها للخروج إلى الميادين، بعد فشل الحشد الأول الذي أطلقه وطالب فيه بالاعتصام حول البرلمان واقتحامه، لتمكينه من عقد جلسات.
فضيحة التعاقد مع «لوبيينغ» رغم محاولات نفي «النهضة»، تطرح سؤالاً مباحاً عن علاقتها بنشر مقال بكائي دعائي بقلم الغنوشي في صحيفة «نيويورك تايمز» بعد تجميد البرلمان التونسي بقرار دستوري، كما أن «النهضة»؛ التي تواجه اتهامات حول تمويلات أجنبية خلال الحملات الانتخابية لعام 2019، سيتفاقم وضعها المنهار بعد فضيحة التعاقد مع شركات ضغط أجنبية.
محاولات تحسين صورة «النهضة»، من خلال عقود الدعاية والضغط، ترجع بالذاكرة لفترة حكومة «الإخوان» الانقلابية في ليبيا عام 2014؛ حكومة «الإنقاذ»، عندما وقعت عقوداً للضغط والدعاية مع شركات أميركية بقيمة 17 مليون دولار، لتلميع صورتها أمام العالم، مما يؤكد أن تنظيم جماعة «الإخوان» يتبع الأدوات نفسها عندما يغرق في مستنقع فساده وجرائمه.
فشل «النهضة» في التحشيد الشعبي هو ما دفع بها إلى الزعم بـ«التهدئة والحوار» مع الرئيس الذي حاول الغنوشي عن طريق مجلس النواب الذي يرأسه في أكثر من مرة سلب صلاحياته بابتداع «دبلوماسية موازية» ما عرفت تونس ولا دستورها لها وجوداً.
فشل التحشيد هو ما دفع بإعلام حركة «النهضة» للتعاقد مع شركات خارجية، للاستقواء بها وبقدرة تأثيرها في الرأي العام العالمي، إذ حاولت الحركة تصوير قرارات الرئيس سعيد على أنها انقلاب على الديمقراطية والدستور، وتناست أن قرارات الرئيس التونسي إنْ هي إلا تطبيق حرفي للمادة «80» من نص الدستور الذي شاركت «النهضة» في كتابته.
الآن تقف «النهضة» في عزلة، بعد أن بات واضحاً أن هذه الحركة لا بواكي لها حتى وسط من كانت تظن أنهم أنصارها، الذين عجزوا عن حشد العشرات للتظاهر واستنساخ مشهدية «رابعة» المصرية، بعد أن طالبهم الغنوشي وباقي القيادات بالتظاهر، بل إن أحدهم طالب أنصار «النهضة» بالنزول بالرصاص، ولكن كانت جميعها دعوات لا مجيب لها.
إن محاولات جماعة «الإخوان» نشر أكذوبة المظلومية التي استطاعت بها خداع الشعوب، باتت اليوم مفضوحة وغير مقنعة لكثيرين؛ بل باتت محل سخرية، خصوصاً بعد انحسار دور التنظيم العالمي لـ«الإخوان» حول العالم، بل أصبح مصدر إزعاج دولي حتى لمن صنعه واستخدمه في الماضي.
الأزمات المتلاحقة كانت ولا تزال تحاصر الغنوشي وحركته بعد العزلة السياسية والشعبية، بل والمطالبات الشعبية بالملاحقة القضائية لقيادات من «النهضة» متهمة بالفساد.
أكذوبة «التهدئة» فضحها مستشار الغنوشي بالقول: «تهدئة (النهضة) ليست نهائية، وما زالت تراقب تطور الأوضاع لتشكيل موقفها النهائي... ويمكن أن تدعو إلى مسيرات كبرى»، مما يعكس حالة التخبط والانهيار لدى الحركة، ووهم قادتها في محاولة استنساخ مشهد «رابعة»، مما يؤكد أن «النهضة» لا تعيش الواقعية السياسية لتعلم أنها سقطت نهائياً ولن تعود حتى لو زمّرت وطبلت لها كبرى شركات الضغط في العالم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«النهضة» وفضيحة عقود الضغط الأجنبية «النهضة» وفضيحة عقود الضغط الأجنبية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
  مصر اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon