توقيت القاهرة المحلي 16:35:03 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ليلة القبض على الغنوشي

  مصر اليوم -

ليلة القبض على الغنوشي

بقلم: جبريل العبيدي

الغنوشي الذي كان في حالة فرار في لندن هرباً من السجن لعشرين عاماً بعيداً عن بلاده تونس في عام 1991، بعد أن حكمت عليه المحكمة العسكرية بتونس مع قيادات «إسلامية» أخرى بالسجن المؤبد بتهمة «التآمر» ضد رئيس الدولة، ها هو اليوم يواجه تهمة مشابهة، وهو رهن الحبس على ذمة العنوان نفسه؛ التحريض على تغيير هيئة الدولة عبر التحريض على العنف وتهديد السلم الاجتماعي، وكان مسؤول بوزارة الداخلية التونسية، أكد أن الغنوشي سيبقى على ذمة التحقيق في قضية تتعلق بتصريحات تحريضية.
فقد صدرت في اليومين الماضيين بطاقة إيداع بالسجن ضد راشد الغنوشي، رئيس حركة «النهضة»، بـتهمة التآمر على أمن الدولة الداخلي، وتدبير محاولة تبديل هيئة الدولة، ودفع السكان إلى مهاجمة بعضهم البعض.
فالغنوشي المتهم بالتحريض على «الحرب الأهلية» والتهديد والتلويح بها، هو رئيس حركة «النهضة»، التي كانت تلتحف البرلمان ساتراً لها، الذي هدَّد بأنَّ «الحرب الأهلية» على الأبواب، إن تمَّ إقصاء حركة «النهضة» من المشهد السياسي في خطاب تحريضي واضح المعالم والأركان، ويعد قانوناً جريمة تحريض مكتملة الأركان، خصوصاً أن جماعة «الإخوان» اعتادت هذا الخطاب والرسائل لأنصارها بالتحرك لافتعال اقتتال أو التحضير لحرب أهلية، كما جاء في تحريض الغنوشي الذي لا يمكن القبول به على أنه مجرد «تحليل» سياسي، أو «رأي» أو خطاب سياسي، كما جاء في تبرير على لسان أنصار الغنوشي، بينما هو تحريض معلن وصريح.
اتهام الغنوشي جاء وفق صحيح القانون التونسي، وكما أكَّد وزير الداخلية: «قرار تقييد الحرية يُتَّخذ ضد أشخاص أو مؤسسات يمكن أن تشكل خطراً على الأمن العام والنظام العام، وأنَّها قرارات لم تكن من عبث بل بنص قانوني». ولكنها عادة «الإخوان» بالاختباء خلف شعار «المظلومية» الشعار المتكرر في جميع سقطات جماعة «الإخوان»، فأمن تونس واستقرارها يسبقان أي تمسك بشعارات تحت عنوان «الديمقراطية».
الأزمة في بدايتها سوء إدارة الغنوشي للبرلمان المنحل لاحقاً، وهو ما أوصل البلاد التونسية لحالة من الانسداد السياسي قبيل الانتخابات البرلمانية الماضية، فالغنوشي الذي يرى نفسه أكبر من منصب رئيس للبرلمان، هو ما جعله يتجاوز صلاحيات رئيس البرلمان في الدستور التونسي، إلى انتزاع بعض اختصاصات رئيس الجمهورية، منها التمثيل الخارجي، ومحاولة خلق رئاسة موازية لرئاسة الجمهورية، في سابقة خطيرة تهدد الدستور واختصاصات رئاسة الجمهورية.
أيضاً هناك قضايا أخرى أمام القضاء ضد حركة «النهضة»، منها مواجهة الاتهام في ملف اغتيال محمد البراهمي وشكري بلعيد، خلال عام 2013، فـ«النهضة» اليوم في حالة عزلة شعبية وسياسية، بعد أن بات واضحاً أن الحركة تعمل للضرر بتونس، وبالتالي لا بواكي لها حتى وسط من كانت تظن أنهم أنصارها، الذين عجزوا عن حشد العشرات للتظاهر حتى ليلة القبض على الغنوشي.
الأزمات لا تزال تحاصر الغنوشى وحركة «النهضة» أيضاً، منذ عاصفة الاستقالة بين صفوفها، خصوصاً استقالة أمينها العام زياد العذاري، وبدء تصدع وانشقاق وانقسامات في بيتها الداخلي بين جيل شيوخ «النهضة» وشبانها الجدد، في صراع أجيال داخل حركة «النهضة».
ملفات ثقيلة وكبيرة تواجه الغنوشي وباقي جماعته، خصوصاً خلال الفترة من 2011 إلى 2013، حيث تتهم «النهضة» بتجنيد الشباب ونقلهم لمناطق الصراع في سوريا وليبيا والعراق واليمن وقوداً لتلك الحروب، والأثقل ملف الجهاز السري الذي يتهم بالتسبب في مقتل أو وفاة الرئيس الباجي قايد السبسي.
التلويح والتهديد بـ«الحرب الأهلية» ليسا زلة لسان أو تحليلاً سياسياً من قبل الغنوشي، بل هما أشبه برسالة مشفرة للخلايا النائمة وأنصار الفوضى بالتحرك في حالة إقصاء «النهضة»، كما هدَّد الغنوشي، وبالتالي كان لزاماً التحرك للحفاظ على أمن تونس واستقرارها وضبط بوصلة هؤلاء الذين يضعون البلاد في خطر كبير.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليلة القبض على الغنوشي ليلة القبض على الغنوشي



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon