توقيت القاهرة المحلي 18:45:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بنغازي ومعركة الألغام

  مصر اليوم -

بنغازي ومعركة الألغام

بقلم - جبريل العبيدي

منذ أن وضعت الحرب أوزارها في بنغازي، وبعد القضاء على التنظيمات الإرهابية وأذرع تنظيم الإخوان الإرهابي «الدروع» وقادتها، بدأت معركة جديدة مع مخلفات هذه التنظيمات الإرهابية من الألغام التي زرعتها في بيوت المواطنين، ولم تسلم منها حتى لعب الأطفال ولا مداخل البيوت ولا حتى أواني الطعام، ما يعكس حالة من السادية الدموية تتشبع بها هذه التنظيمات الإرهابية عدوة الحياة والإنسانية.
اعترف مصطفى الساقزلي، المعاون السابق لآمر ميليشيا 17 فبراير (شباط) بمسؤوليتهم عن زراعة الألغام، وأنهم يملكون خرائط لها، في تغريدة له على صفحته على «تويتر»، وأنهم عرضوا الخرائط مقابل خروج الإرهابيين، الأمر الذي يجعلهم تحت طائلة القانون بالمسؤولية الكاملة عن جريمة الألغام هذه، رغم أن الساقزلي عاد وأنكر وجود تلك الخرائط التي سبق أن اعترف بوجودها، وشارك في التفاوض الابتزازي حولها، الساقزلي وهو القيادي المقرب من تنظيم الإخوان، ويقيم حالياً في تركيا حيث محج الإخوان، الذي وصفه عراب الربيع العربي برنارد ليفي في كتابه «الربيع الليبي» بمزيد من التهكم والسخرية لدرجة بالغة الاستخفاف، إذ قال فيه: «أصر الساقزلي على أن يحضر لنا عشاء ليرينا ثراءه وخدمه وأطباقه المترفة في هذا العوز» (ص 157).
الألغام تعتبر من الأسلحة التي لها تأثير طويل الأمد بعد انتهاء الحرب بعقود طويلة، والألغام المضادة للأفراد خصوصاً تعتبر محظورة بموجب اتفاقية حظر استعمال الألغام المضادة للأفراد وتكديسها وإنتاجها ونقلها وفق اتفاقية حظر الألغام، التي اعتمدت في عام 1997. وزراعة الألغام والاعتراف بوجود خرائط لها والابتزاز من خلالها يجعل صاحبها تحت طائلة القانون والملاحقة القانونية.
بهذا الاعتراف الموثق، تبدو المسؤولية عن الآثار والضحايا المترتبة على هذه الألغام واضحة، خصوصاً أن تنظيم الإخوان ما انفك يتنكر لحالة الارتباط بهذه التنظيمات التي تنقلت في تسميتها من أنصار الشريعة إلى «داعش»، إلى مجلس شورى الثوار، إلى مجلس شورى بنغازي ومجاهدي درنة، وجميعها تسميات لكيان واحد، تحالف ينشر الإرهاب في كل اتجاه.
الألغام تبقى جريمة ضد الإنسانية، وتجب ملاحقة المتسببين فيها ومن شارك فيها حتى بالإعلام، وعبر شريط متلفز لتقرير القناة السابعة الإيطالية ظهر أحد «الثوار» في مدينة مصراتة حاملاً قنبلة بين يديه، ويعترف بتحميل قنابل ومتفجرات عبر ميناء مصراتة إلى بنغازي، الأمر الذي يعتبر دليلاً مادياً لملاحقة هؤلاء المجرمين ومن وراءهم في زراعة هذه الألغام التي تسببت في مقتل المئات وضعفهم من المبتورين والمشوهين.
بخصوص الألغام في العالم، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة، بموجب قرارها 97/ 60 الصادر في 8 ديسمبر (كانون الأول) 2005، يوم 4 أبريل (نيسان) من كل عام رسمياً، اليوم الدولي للتوعية بالألغام والمساعدة في الأعمال المتعلقة بالألغام، ولكنها أي الأمم المتحدة لا تزال غائبة عن ليبيا في معركة إزالة الألغام، التي تشمل عمليات المسح وإعداد الخرائط، ووضع علامات على حقول الألغام، وكذلك الإزالة الفعلية للألغام من الأرض، إلا أن نشاط الأمم المتحدة في ليبيا لا يزال خجولاً في المساعدة على التخلص من الكم الهائل من الألغام، التي زرعتها هذه الجماعات، وتسببت في الكوارث الإنسانية عند رجوع السكان المحليين لمساكنهم ومزارعهم، ولم تتمكن فرق الهندسة العسكرية في الجيش من تمشيط المنطقة وتنظيفها بشكل دقيق، نظراً لافتقارها أدوات البحث والاستكشاف الحديثة وتراخي الدول الكبرى في المساعدة، التي تتنافس على النفط الليبي دون المساعدة في مشروع نزع الألغام، من مساكن سكان الأرض التي تضخ ذهباً أسود وآخر أصفر في جيوبهم وأيديهم التي لم تزكها رائحة البرود ولا جلود المتفحمين بالألغام لتهب بالمساعدة.

نقلا عن الشروق القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بنغازي ومعركة الألغام بنغازي ومعركة الألغام



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon