توقيت القاهرة المحلي 18:14:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«طالبان» والمظهر الجديد

  مصر اليوم -

«طالبان» والمظهر الجديد

بقلم: جبريل العبيدي

هل عودة حركة طالبان بمظهر جديد newlook هي مقدمة لظهور طالبان «المعتدلة» خاصة ما أعلنته الحركة بعد دخولها كابل من أنها ستقضي على ساحة المخدرات في البلاد، وهذا مؤشر إيجابي مهم جداً؟
عودة طالبان بشكل مفاجئ وسريع، وفرار الجيش الأفغاني واستسلامه، وهو الذي لطالما تفاخرت أميركا ببنائه وتأهيله، جميعها أحداث تدفع بالأسئلة، هل كان ما حدث مجرد اتفاق غير معلن بين الإدارة الأميركية وطالبان بمعزل عن حلفائها الأفغان لتسلم الحكم؟ أم أن الحركة استولت على الحكم بزنادها وحده؟
طالبان وهي جمع لكلمة طالب في اللغة الأفغانية، هي حركة طلابية تشكلت في باكستان من طلاب العلوم الشرعية، ومذهبهم من أهل السنة، وهو قريب جداً من مذهب أبي الحسن الأشعري.
هناك مَن يبرر لعودة طالبان ويرى عودتها نصراً يردد أنهم مجرد مقاتلين يعيشون حياة بسيطة وإيمانهم بالنصر لأنهم يدافعون عن أرضهم وبلادهم.
نظر البعض إلى هذا الزحف الطالباني على أنه انتصار مجاني ويقولون إنها تقدمت في مساحات خالية من أي تسلح مضاد، فعناصر طالبان القادمون على ظهور الدراجات النارية من دون غطاء طيران أو مدفعية يتقدمون في صحراء أفغانستان لدرجة أن البعض شبّه ما حدث بهزيمة أميركا في فيتنام، ولكن بعيداً عن هذا المشهد الهوليوودي أو البوليوودي الخائب وسيناريو الخيال، فإن ما حدث لم يمكن قراءته بعيداً عن اتفاق الظل من وجهة نظري.
ففي أفغانستان خسرت أميركا آلاف القتلى والجرحى وقرابة تريليون دولار، فلا يمكن التصديق بخروجها من دون بديل أو خطة، وإلا تصبح أميركا كمن رمى بأمواله وجنوده في بئر عميقة لا قاع محدداً لها، وخرجت أو انسحبت أميركا من دون سابق إنذار حتى لحلفاء واشنطن من الأفغان، الذين فروا إلى مطار كابل ظناً منهم أن أميركا جلبت طائرات بعدد كافٍ لنقلهم معها.
طالبان بمجرد دخولها كابل تصرفت بشكل مختلف عن ماضيها، فقد أصدرت عفواً عاماً لم يكن متوقعاً، بل وأطلقت سراح بعض المسؤولين الأفغان السابقين، خاصة في إدارة الحكم المحلي، ولكن لا بد من الانتظار حتى نرى أفعالاً تؤكد هذا التوجه.
المهمة الصعبة أمام طالبان للاندماج في المجتمع الدولي فهي تبدأ من إبعاد المقاتلين الأجانب.
لقد بعثت الحركة برسائل الطمأنة ورسائل الحوار مع الداخل وتجنب العداوة مع الخارج على لسان المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد وقوله «إن الحركة تطمئن العالم بأن أفغانستان لن تكون مركزاً لإنتاج أي نوع من أنواع المخدرات، خاصة الخشخاش»، لكن القلق سيبقى قائماً خاصة بعد تصريح القيادي البارز في «طالبان» وحيد الله هاشمي: «لن يكون هناك نظام ديمقراطي، والذي يجب اتباعه في أفغانستان هو الشريعة».
سيطرة طالبان على أفغانستان لن تبقى هادئة من دون صراعات داخلية، خاصة بعد وجود حشود لأحمد مسعود نجل القيادي الأفغاني الراحل أحمد شاه مسعود في ولاية بنجشير التي تعني «الأسود الخمسة» في لغة الطاجيك الأفغان، فهل سيهاجم مسعود طالبان في ظل أنباء عن وجود نائب الرئيس المستقيل أشرف غني إلى جانب أحمد مسعود، وفي ظل وجود دعوات لدعم مسعود كرمز للمقاومة ضد طالبان؟
ونتساءل مجدداً هل المظهر الجديد لطالبان سيسهم في ترويض المقاومة التي يقودها مسعود في إطار ترتيب البيت الداخلي والحفاظ على النسيج الأفغاني، خاصة أن طالبان تنتمى لقبائل البشتون، بينما مسعود ينتمى إلى الطاجيك؟ أم ستختار طالبان المواجهة والإقصاء للخصوم؟ الأيام كفيلة بفك بتبيان ذلك.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«طالبان» والمظهر الجديد «طالبان» والمظهر الجديد



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
  مصر اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 07:44 2024 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

البنك المركزي المصري يعلن تراجع معدل التضخم السنوي

GMT 22:26 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مبيعات Xbox One X تتجاوز 80 ألف فى أول أسبوع

GMT 14:26 2016 الجمعة ,16 كانون الأول / ديسمبر

أبطال " السبع بنات " ينتهون من تصوير أدوارهم في المسلسل

GMT 18:22 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن "هوندا سبورت فيجن GT" الجديدة بتصميم مثير

GMT 05:34 2016 الثلاثاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تحتفل بعيد الميلاد في هاواي

GMT 09:27 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

أهم صيحات فساتين السهرة المثالية

GMT 10:34 2023 الثلاثاء ,24 كانون الثاني / يناير

الأردن يسلم اليونسكو ملف إدراج أم الجمال إلى قائمة التراث
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon