توقيت القاهرة المحلي 16:28:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قطر ترانزيت {الإخوان}

  مصر اليوم -

قطر ترانزيت الإخوان

بقلم : د. جبريل العبيدي

تنظيم الجماعة ليس طموحه قطر، بحجمها الجغرافي الضئيل الذي بالكاد تنتبه إليه على الخريطة، وغالباً ما تغفل عنه، وإنما اتخذها التنظيم الشرس موطئ قدم للقفز على البقية، فطموح التنظيم وهوسه ما يسميه «دولة الخلافة» المتوهمة التي يطمح لإنشائها، والتي تبتلع كل كبير قبل الصغير في مخطط التنظيم للسيطرة و«التمكين»؛ فاتخاذ التنظيم دولة قطر دولة ترانزيت ما هو إلا عبور للحلم الكبير في السيطرة والحكم.

وهنا أقول إن الدول العربية في خطر داهم، إن عاجلاً أم آجلاً، إذا لم تنسق في ما بينها لكبح جماح هذا التنظيم، ووقف خطره الداهم والمدمر على العرب أجمعين.

تعود سيطرة تنظيم الإخوان على مفاصل الدولة في قطر إلى زمن الشيخ علي بن عبد الله آل ثاني، حيث تسللت قيادات من التنظيم في عام 1954، كانت هاربة وملاحقة بقضايا مختلفة في مصر عبد الناصر، مما جعلها تفر هاربة إلى قطر وتركيا؛ وبعضها فرّ إلى ليبيا، لكنها لم تجد حاضنة شعبية في هذا البلد. وقد حدث هذا عبر موجات متتالية من المعلمين والمهندسين والأطباء و«المشايخ»، من بينهم عبد الله الأصفر والعسال وكمال ناجي، وكبيرهم القرضاوي، الذين سعوا إلى كسب ثقة السكان المحليين، والتغلغل فيهم، ودفن أفكارهم بين السكان والبسطاء من الناس، الذين لم يخطر ببالهم أن هذا التنظيم الشرس كان يسعى لإيجاد مناصرين له، والتغلغل والتمهيد لدولة التنظيم العميقة.

تسلل أفراد التنظيم وقياداته إلى مفاصل دولة قطر، وكان ذلك منذ فرار هذه القيادات، التي من بينها يوسف القرضاوي، الذي منذ أن وطئت قدماه أرض قطر تسلق في الوظائف، من معلم في ثانوية للبنين إلى المعهد الديني، مروراً بكلية الشريعة، إلى أن أصبح ما يسمى رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين. القرضاوي الذي أوغل في فتاوى التحريض على القتل في ثورات الربيع العربي، لدرجة تحريضه المباشر على قتل معمر القذافي؛ وكان هذا الشيخ قد مجّده قبل ذلك!

تسلل أفراد التنظيم إلى مفاصل دولة قطر، وبدأ في السيطرة على التعليم، ثم المساجد والإعلام، وكان الناس لا يعلمون ما كان يكيده لهم هذا التنظيم، بل كانت السلطة نفسها غافلة عن ذلك، فكان ذلك بداية توطين الجماعة وأفكارها في قطر، حيث سيطر التنظيم وقيادات فيه على توجيه إمكانيات دولة قطر الضخمة، وتوظيفها في خدمة التنظيم والجماعة، والتسويق لها.

لقد شاهدنا كيف قبّل تميم رأس القرضاوي الذي التقى البنا، مؤسس التنظيم، في طنطا، وأصبح مواطناً قطرياً بحمله جنسيتها.

تنظيم الإخوان هو جماعة خرجت من عباءة الاستعمار، واتخذت من الماسونية طريقة ووسيلة تعايش واستقطاب، وتزعمت شعارات مثل الحاكمية الإلهية؛ أي تحكيم شرع الله، وأن «الإسلام هو الحل»، وكان هذا مجرد شعارات لا أساس لها، وكان هدفها الوصول إلى السلطة والهيمنة والاستحواذ.
التنظيم الذي تنقل في مسيرته بين مراحل عدة، منها المرحلة الأولى التي بدأت بالدعوة البسيطة من دون أن يثير نحوه ضجة، ثم بدأ المرحلة الثانية ليظهر للعيان دون وضوح تام، وأنشأ التنظيم الجناح السري والعالمي، ثم قفز إلى المرحلة الثالثة القطبية التكفيرية، وهذا المنهج التكفيري هو ما انتقده الإمام محمد الغزالي، المنشق عن التنظيم الإرهابي.

التنظيم، بعد الدعوة والتمكين والسيطرة، أصبح هو المسيطر على دولة قطر، وليس العكس، وإن أظهر حكام قطر أنهم من يتحكمون في التنظيم واستخدامه، إلا أن الأمر خرج عن سيطرتهم، فتغلل التنظيم في دولة قطر ومفاصلها، وتحكم في صناعة القرار واستخدام أموال شعب قطر وبعثرتها على مشاريع التنظيم العبثية، وجعل من حكام قطر مجرد كومبارس، في دولة اتخذ منها دولة ترانزيت للعبور إلى دولة المرشد المزعومة.

نقلا عن الشرق الاوسط اللندنيه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قطر ترانزيت الإخوان قطر ترانزيت الإخوان



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 13:16 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها بالسعودية

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon