توقيت القاهرة المحلي 06:07:33 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ليبيا ومأزق الغازي التركي

  مصر اليوم -

ليبيا ومأزق الغازي التركي

بقلم: د. جبريل العبيدي

مأزق معركة سرت المؤجلة أو المعلقة تعدد السيناريوهات وفرص الاحتمالات المختلفة؛ بين اندلاع المعركة، والتوصل إلى تفاهمات جديدة لتجنب المواجهة، في ظل تلويح القاهرة بالخطوط الحمراء التي وضعها الرئيس عبد الفتاح السيسي، إذ كان ذلك بمثابة إعادة ضبط التوازن المفقود منذ التدخل التركي السافر لصالح ميليشيات «الإخوان» في طرابلس تحت عباءة اتفاقية خالفت جميع القوانين والأعراف وحتى «اتفاق الصخيرات» الذي تتمسح به تركيا في تعاملها مع حكومة الوفاق غير الدستورية، والتي تعدّ مجرد واجهة لميليشيات الإسلام السياسي؟
معركة سرت الليبية وما جاورها من رأس لانوف والعقيلة؛ والأخيرة شهدت معارك كبيرة وكانت منطقة نزاع هي وما جاورها بين أعظم قادة العالم؛ بين قائد قوات الجيش الثامن البريطاني برنارد مونتغمري، وقوات المحور بقيادة إرفين رومل، لن تخرج عن مخاطر حرب الصحراء والأماكن المفتوحة والمكشوفة التي سرعان ما تفقد السيطرة عليها.
سرت التي شهدت معارك وطنية كثيرة لصد عدوان الغزاة؛ ومنها «القرضابية» التي وحدت الليبيين شرقاً وغرباً في معركة ضد الغزو الإيطالي، ولا تبعد كثيراً عن العقيلة؛ المدينة التي تتوسط الساحل الليبي وتكاد تكون في منتصف ليبيا إلا قليلاً، تشهد اليوم حشوداً لمعركة إن وقعت وتشابكت القوات، فسيكون التاريخ بعدها ليس كما قبلها.
سرت خطها الرئيس المصري خطاً أحمر لحماية الأمن القومي ضد تقدم مرتزقة إردوغان الذين جلبهم من سوريا، لغزو واحتلال ونهب ثروات ليبيا، ورسم جغرافيا على هوى أوهام إردوغان العثمانية في ليبيا والبحر الأبيض المتوسط، وحلم ووهم إردوغان بما يسميه «الوطن الأزرق»، فهناك صورة للرئيس التركي إردوغان تظهر فيها خلفه خريطة مكتوب عليها «الوطن الأزرق» وبجوارها كتب الرقم «462»، وهي المساحة بآلاف الكيلومترات التي تسعى تركيا إردوغان لابتلاعها من البحر المتوسط؛ وليبيا جزء منها.
معركة سرت في نظر السلطان التركي المهووس، غزوة الغنيمة لحصر «الإرث» العثماني المزعوم في ليبيا، حيث قال: «ليبيا إرث للعثمانيين»، وعزمه على استعادة ما سماها «أمجاد العثمانيين في ليبيا» و«بطولات» بربروس وأتاتورك، وزعمه وجود أكثر من «مليون» شخص من أحفاد الأتراك في ليبيا؛ الأمر الذي كذبته الديموغرافيا الليبية والقبائل الليبية والتاريخ الليبي... كل هذا لا يعدو كونه حالة جنون سياسي.
تركيا إردوغان تسعى لبسط سيطرتها على التراب الليبي، طمعاً في ثرواته من النفط والغاز والحديد. ليبيا تتعرض لغزو عثماني سافر ومعلن في ظل صمت دولي مريب.
فبعد الهجمة التركية الطورانية على ليبيا العربية واستقواء بعض عملاء وبقايا الأتراك في ليبيا بتركيا، أصبح من حق عرب ليبيا طلب المساعدة من جوارها وامتدادها العربي، وهذا يقع ضمن تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك التي هي من مخرجات الجامعة العربية، وبالتالي ما قام به البرلمان الليبي بدعوته الجيش المصري للدفاع عن ليبيا ضد الغزو التركي، أمر قانوني مشروع تدعمه اتفاقية الدفاع العربي المشترك، خصوصاً ونحن نواجه عدواً مشتركاً جلب المرتزقة والإرهابيين لليبيا؛ ليس فقط لنهب ثروات ليبيا، بل لتهديد الأمن القومي العربي.
فقد طلب مجلس النواب الليبي رسمياً من الجيش المصري التدخل ومساعدة الجيش الليبي لصد العدوان التركي، وتزامن ذلك مع تأكيد الجيش الليبي أن الدعم العربي والإقليمي مهم قبل معركة سرت، وأن التطورات العسكرية قد تؤدي لتغيير في المسار السياسي.
في سبتمبر (أيلول) المقبل ستكون هناك محاكمة رمزية للرئيس التركي رجب إردوغان بسبب تدخلاته السافرة في بلدان العالم، والتسبب في نشر الفوضى عبر تدريب وتسليح ونقل المرتزقة عبر العالم، والتصرف كزعيم ميليشياوي مافيوي، بدلاً من تصرفه على أنه رئيس دولة... خطوة قد تؤسس لملاحقة قضائية جادة للسلطان المهووس بالفوضى.
   

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليبيا ومأزق الغازي التركي ليبيا ومأزق الغازي التركي



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 17:49 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل
  مصر اليوم - مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل

GMT 04:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم
  مصر اليوم - القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب

GMT 11:04 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

منة فضالي جمهورها بمناسبة عيد الأضحى
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon