توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السعودية... همة رجال ووطن

  مصر اليوم -

السعودية همة رجال ووطن

بقلم :د. جبريل العبيدي

بناء الدولة الموحدة في الصحراء بعد نضال عشرين عاماً، ليس بالأمر الهيِّن، وما كان ليكون إلا بهمة الرجال وكفاح الأجداد لتحقق شعار اليوم الوطني في عيده الـ 89 «همة حتى القمة».
في تاريخ توحيد المملكة، أعلن الملك عبد العزيز قيام الدولة الموحدة المملكة العربية السعودية. وكان الملك الراحل عبد العزيز منذ أن انطلق ورجاله الستون في رمضان سنة 1319 هجرية، لاقتحام قصر المصمك وتحريره، والذي بمجرد استعادته أعلنت الدولة.
وواصل الملك عبد العزيز الكفاح من أجل توحيد مملكته، فتمكَّن من توحيد الكثير من المناطق من جنوب نجد وسدير والوشم ثم القصيم والأحساء إلى عسير وحائل، حتى تمكن من ضم الحجاز في عام 1925، وفي عام 1930 اكتمل توحيد منطقة جازان.
المملكة العربية السعودية تاريخ حافل بالإنجازات والرخاء المجتمعي والنهضة العمرانية، والاهتمام بتنمية الموارد البشرية، وبناء الإنسان والاستثمار فيه عبر التوسع في التعليم بمختلف مستوياته، والاهتمام بالابتعاث للخارج لتأهيل كفاءات وطنية في شتى المجالات، حتى أضحت الجامعات والمستشفيات السعودية مراكز بحثية في مجالات مختلفة على رأسها الطب، وتعتبر الأفضل في المنطقة، بل وإقليمياً، تقدم الخبرة والاستشارة، وهذا لم يكن له أن يحدث إلا بعد رحلة ومسيرة كفاح في تطوير المجتمع وإعادة التأهيل والتكوين في ظروف كانت صعبة، وعبر مراحل كانت هي الأصعب على المنطقة العربية بأسرها، حيث لم تكن السعودية بمعزل عنها، بدءاً من الحروب العربية الإسرائيلية، ولعل آخرها حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973، حيث كان للراحل الملك فيصل مواقف مشرفة بدءاً من أزمة النفط عام 1973، أو صدمة النفط الأولى التي أعادت للعرب حق التوازن في القوى، وانتهاء بحربي الخليج الأولى والثانية التي تسببت فيها سياسة حزب البعث في العراق.
السعودية التي حققت قفزة مهمة في مجال الصناعات والاستثمار، حيث تعتبر شركة «أرامكو» من كبريات الشركات النفطية في العالم التي تعرضت لعدون إيراني، في محاولة يائسة لتوجيه ضربة اقتصادية لاقتصاد المملكة، ظناً من النظام الإيراني أنه بتصدير أزماته الداخلية وصراعه مع أميركا، يحقق شيئاً بضرب «أرامكو» السعودية، إلا أن حسابات النظام الإيراني اصطدمت بقدرة المملكة العربية السعودية على مواجهة العدوان واستعادة إنتاج النفط، ووضع النظام الإيراني أمام العالم عارياً مكشوفاً كنظام إرهابي يتصرف كعصابة وليس كدولة.
فالسعودية همة رجال وكفاح أجداد، فتحولت المملكة إلى دولة مؤثرة إقليمياً وعالمياً بعد أن كانت قبائل متفرقة قبل توحيدها في عهد عبد العزيز الأول، ليستكمل عبد العزيز الثاني الملك سلمان المسيرة بترشيد قيادة شابة.
السعودية مشروع نهضة مستدامة، تمكَّنت بحكمة حكامها من النهوض واللحاق بركب الحضارة حتى قدمت مشروع المدينة العصرية «نيوم» (NEOM)، التي قالت عنها صحيفة «وول ستريت جورنال» تحت عنوان «حلم الأمير في الصحراء: سيارات طائرة وديناصورات روبوتية وقمر صناعي عملاق» إن المنطقة الساحلية القاحلة في شمال غربي السعودية لم يجد فيها فريق المستشارين الأميركيين من مصادر إلا «شمساً ساطعة ومياهاً ملحية وافرة». فمشروع مدينة نيوم التي تعني المستقبل الجديد تقع ضمن «رؤية السعودية 2030» التي ستحقق للمملكة العربية السعودية مكانة بارزة في عالم متجدد، لأنها من المخطط أن تصبح إحدى أهم المدن الاقتصادية والعلمية. حزمة الإصلاحات التي يتبناها اليوم الملك سلمان بن عبد العزيز، عبر حراك ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، طالت مجالات مختلفة ومتعددة، مكنت الشباب عامة والمرأة السعودية خاصة من المشاركة في مجالات كثيرة.
الدولة السعودية التي تقترب من التسعين عاماً، تحتفي اليوم بعيدها الوطني، وسط إنجازات ضخمة لا يمكن القفز عليها وتجاهلها إلا من حاقد وحاسد يخشى من النجاح.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السعودية همة رجال ووطن السعودية همة رجال ووطن



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon