توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لا تربة لنبتة «الإخوان» في ليبيا

  مصر اليوم -

لا تربة لنبتة «الإخوان» في ليبيا

بقلم: د. جبريل العبيدي

هل تجد نبتة الشيطان جماعة الإخوان بيئة حاضنة؟ مع هذه الخصوصيات للمجتمع الليبي الذي تتزعمه القبلية والانتماء إليها، ضمن شبكة علاقات اجتماعية تقليدية تحكمها علاقات الدم والمصاهرة والنسب.
الإجابة بالتأكيد لا حاضنة شعبية ولا مجتمعية لإخوان البنا في ليبيا، رغم التضليل الإعلامي الذي يمارسه التنظيم الضال فمشروع الإخوان في ليبيا، الذي ينتقل بين محاولات الهيمنة السياسية، ونهب الثروة الليبية وجعلها بيت مال التنظيم إلى الإقصاء السياسي، إلى الكذب والتضليل والفجور في الخصومة، عبر أبواق الإخوان التي تبث من الخارج بين إسطنبول والدوحة بتمويلات قطرية تركية.
فمحاولة استنبات نبتة الشيطان الإخوانية في ليبيا كانت، منذ تسلل التنظيم إلى ليبيا بعد لجوء أفراد من الجماعة الهاربين من جرائم جنائية في مصر زمن جمال عبد الناصر إلى ليبيا، ومنها مارست الجماعة الدعوة السرية بين الشباب الليبي، فتمكنت من تضليل نفر قليل لا يتجاوز أصابع الكفين، ولكن اعتبرها التنظيم موضع قدم ومسمار غرسه في الجسد الليبي، ليوجعه به متى أراد التنظيم.
التنظيم الذي استغل سقوط الدولة الليبية إبان هيجان الربيع العربي، وتمطي حراك فبراير (شباط) وفرض أجندته بالخداع منذ انتخابات المؤتمر الوطني حيث تسلل من خلال شخصيات دفع بها تحت شعار مستقلين تحمل شعارات مدنية مستقلة، جماعة الإخوان سريعة نكث العهود سريعة الممارسة الانتهازية السياسية.
ولكن الواقع المجتمعي المرتبط بالانتماء القبلي في عموم ليبيا، جعل من الصعب إيجاد موطئ قدم أو بيئة حاضنة للتنظيم وللجماعة الضالة، ولو كانت بحماية دولية كما حدث في اتفاق الصخيرات، الذي مارست فيه القوى الدولية خاصة أميركا أوباما هيلاري كلينتون ضغوطاً لإعادة تدوير وتوطين جماعة الإخوان بعد خسارتها المذلة لانتخابات البرلمان في 2014. الانتخابات التي أظهرت حجم الإخوان الذي لم يستطع أن ينال حتى 5 في المائة من الأصوات، فتنظيم الإخوان لا مكان له في ليبيا.
فماذا يريد هؤلاء الذين هم ضد الجيش، وهل يريدون الإخوان يجثمون عليهم ويجعلون دولتهم موطناً لكل من هب ودب، وهل يريدون أن تتحول بلادهم إلى بيت مال قطر وتركيا؟
محاولة دنيئة من الإخوان للإيقاع بين الجيش والشعب، فالتآمر على الجيش الليبي الذي تنوعت الأوجه فيه، ومنها محاولة استنساخ سيناريو بول بريمر في العراق وإسقاط الدولة، للأسف بدأ بسيناريو تفكيك الجيش الليبي، وتشكيل قوى موازية ذات عقيدة مؤدلجة كتشكيلات الدروع الإخوانية، والتي شكلها تنظيم الإخوان عندما كان في السلطة، بمعونة ضباط قطريين بمجرد سقوط الدولة في 2011. وتم تسليحها قطرياً وتركياً، لتكون قوة ضاربة بعقيدة إخوانية وليس وطنية، ضمن مشروع التنظيم الإرهابي.
الإخوان ومحاولات بائسة لتشكُل حاضنة اجتماعية للتنظيم الضال عبر إطلاق إسهال بيانات نفير بلا نفير حقيقي، تطلقه جماعات متفرقة منعزلة، بيانات تكتب وتتم قراءتها من شخوص لا يمثلون حتى بيوتهم، فما بالك بمدن كبرى، الزاوية وزليتن والخمس، بينما الحقيقة أنها مجرد بيانات كتبتها وتلتها ميليشيات الإسلام السياسي بعد محاصرتها المجالس البلدية بالسلاح، بيانات كتبت بأقلام بلطجية وليست تأييداً شعبياً، وهذه البيانات لا تتجاوز شخوص القراء وجوقة المرددين لها.
فالحقيقة أن الجيش له أنصار ومؤيدون في هذه المدن وهذا مؤكد، فلا حاضنة مجتمعية ولا قبائلية لـ«الإخوان» في ليبيا، تجربة درنة أكبر دليل، بمجرد دخول الجيش تعالت الزغاريد من النسوة والتهليل من الرجال، وكانت في زمن «داعش» بيانات البغدادي تتلى كل يوم طيلة ثلاث سنوات، فأين هي حاضنة «داعش»، وبالمثل سرت الليبية، وكما كان التونسي أبو عياض والليبي الزهاوي يتلوان بيانات التأييد باسم أهل بنغازي في زمن أنصار الشريعة، فأين هم الآن وأين من كان يتلون البيانات باسمه.
لعبة المنابر والصراخ باسم الآخرين ضد الجيش الليبي، وفزاعة عسكرة الدولة، والديكتاتورية والانقلابات العسكرية، هي لعبة يجيد فنون التضليل فيها تنظيم الإخوان، ولكن سرعان ما يكشفها ضوء النهار وينقشع الضباب بظهور شمس النهار، فالجيش الليبي مؤسسة عسكرية منضبطة تؤمن بالدولة المدنية.
ليبيا لن تكون مستنبتاً لنبتة الإخوان الشريرة رغم محاولات تنظيم الإخوان الإرهابي، والذي لا يتردد في التحالف مع الشيطان لتمرير مشروعه، بل لا يتردد في التضحية حتى بأعضائه إذا اقتضت المصلحة والضرورة ذلك، خاصة إذا كان الموضوع يتعلق بإيجاد موضع قدم أو توطين لجماعته، يصبح مباحاً في كهنوتهم «التضحية» بالفرد لأجل مصلحة الجماعة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا تربة لنبتة «الإخوان» في ليبيا لا تربة لنبتة «الإخوان» في ليبيا



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon