توقيت القاهرة المحلي 09:24:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل جنين بوابة ليهودا والسامرة؟

  مصر اليوم -

هل جنين بوابة ليهودا والسامرة

بقلم - جبريل العبيدي

هل كانت الحرب الإسرائيلية على بلدة جنين الفلسطينية في الضفة الغربية للقضاء على ثلة من المسلحين الفلسطينيين ببنادق صيد وأسلحة بدائية في حاجة لحشد المئات من المدرعات والدبابات مدعومة بأسراب طائرات قاذفة وأخرى للدعم الجوي والراداري والتشويش وأكثر من 3 آلاف جندي لمجرد تجريف طرقات وتدمير بنية تحتية هي في الأصل متهالكة في مخيم جنين؟ لا أعتقد أن هذا الحشد الضخم وتجريف الأراضي وتشريد آلاف المدنيين الفلسطينيين خارج المخيم المنكوب فقط لملاحقة ثلة من «المسلحين» المفترضين!

جنين ما هي إلا مدينة فلسطينية تقع في شمال الضفة الغربية وتبعد عن القدس مسافة 75 كيلومتراً، وهي خامس أكبر مدينة فلسطينية في الضفة الغربية، بينما بعض اليهود يطلقون على الضفة الغربية لفظ «يهودا والسامرة» المقدستين، ويعتبرون مدينة أريحا ملعونة وملعوناً من يبني فيها حجراً، كما جاء في الموروث الديني عند المتطرفين الذين يتحدثون من خلال خطاب كراهية وثقافة مزورة وتراث مسلوب، بعد أن أشبعت الدعاية الصهيونية العالم بأكذوبة معاداة السامية. وفي الحقيقة، نحن العرب أيضاً نتحدر من نسل سام بن نوح عليهما السلام، وبالتالي نحن أخوة وأبناء.

ولكن خطاب الكراهية وثقافة التحريض على القتل كانا منذ زمن بن غوريون القائل على شارون: «شارون ولد رائع». بن غوريون في إسرائيل كان دائماً يردد عقب كل مجزرة يقوم بها رجاله من شاكلة شارون: «لا يهم ما يقوله العالم عنا، ولكن الشيء الوحيد المهم أننا هنا». كانت كلمات بن غوريون حكمة ومعرفة عند شارون، «الولد الرائع» بلغة بن غوريون، والعجوز المجرم اليوم، وقد لا نجد منافساً له في الحصول على جائزة «RAZZIE» لأسوأ عمل في التاريخ المعاصر قام به «بشر».

بعض الإسرائيليين، خصوصاً المتطرفين، يؤمنون بما كتبه عزرا، وهم يؤمنون بذلك تماماً، وبسياسة الطرد والقتل والتفريغ: «إن لم تطردوا سكان الأرض من أمامكم يكون الذين تستبقون منهم أشواكاً في عيونكم ومناخس في جنوبكم...».

بنيامين نتنياهو الذي بقي أطول فترة رئيساً لوزراء إسرائيل صاحب عقيدة متشددة، يسعى إلى تأسيس «إسرائيل الكبرى»، وحاول الهروب من أزمة إسرائيل الداخلية حول القوانين والمحكمة العليا؛ بالهروب نحو افتعال حروب جانبية لن تكون جنين آخرها. بنيامين نتنياهو رغم ملاحقته قضائياً في قضايا فساد متكررة، فإنه قرر إشغال الرأي العام الإسرائيلي بحروب عبثية مع مسلحين لا يشكلون أي خطر على جيش إسرائيل المسلح بالترسانة النووية.

نتنياهو قرر الهروب إلى الأمام، وفي الوقت ذاته التخلص من القضاء والمحكمة العليا، عبر تشريعات يمكنها أن تنهي أو تلغي قرارات المحكمة العليا بمجرد تصويت في الكنيست، وهذا ما سعى إليه نتنياهو لخلاص نفسه من أي أحكام قد تصدر ضده بعد انتهاء الحصانة الرئاسية التي يتمتع بها الآن، فالـ«نتنياهو»، وكما وصفه الرئيس أوباما في كتابه «الأرض الموعودة»، لا يتردد عن فعل أي شيء ما دام يبقيه في السلطة، خصوصاً وهو يرى نفسه «حامي» الشعب اليهودي، مستفيداً من سمعة عائلته التي توصف بالمحارِبة؛ لكون جميع أفرادها عملوا في جيش إسرائيل.

اليمين الإسرائيلي كان ولا يزال يحاول اختزال إسرائيل في نسختها الأحادية، وفق منظور الحريديم والأشكيناز، من دون باقي الطوائف اليهودية. وسيبقى الوضع مقلقاً في إسرائيل بسبب خطاب الكراهية فيها وفكرة القبول بسيل الدماء في شوارع «إسرائيل» وباقي فلسطين المحتلة معاً لأجل بقاء اليمين في السلطة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل جنين بوابة ليهودا والسامرة هل جنين بوابة ليهودا والسامرة



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا
  مصر اليوم - «صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 00:03 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

حكيمي علي رأس المرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب في أفريقيا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 15:09 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الحكومة المصرية تمنح أموالاً "كاش" لملايين المواطنين

GMT 17:19 2021 الثلاثاء ,17 آب / أغسطس

حكم صيام الأطفال يوم عاشوراء

GMT 18:05 2021 الثلاثاء ,15 حزيران / يونيو

خالد جلال يُعلن قائمة البنك الأهلي لمواجهة انبي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon