توقيت القاهرة المحلي 18:47:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خيمة القذافي وتآمر جماعة «الإخوان

  مصر اليوم -

خيمة القذافي وتآمر جماعة «الإخوان

بقلم: د. جبريل العبيدي

تسريبات أسرار خيمة القذافي الأخيرة لزيارة وفد إخواني كويتي ضم النائب الكويتي السابق مبارك الدويلة، وهو قيادي في الحركة الدستورية الإسلامية (الإخوانية) في الكويت، والسياسي حاكم المطيري، أظهرت كيف نسجوا فيها خطط التآمر مع القذافي لإسقاط أنظمة الحكم في الخليج بعد إحداث حالة من الفوضى.
لقد كشفت فضيحة تسجيلات خيمة القذافي، تورط النائب الكويتي السابق فايز البغيلي والقيادي الإخواني والنائب السابق الدويلة الذي ادعى أن اجتماعهم في خيمة القذافي «كان بعلم الخارجية الكويتية، وفي الخيمة طرح القذافي فكرة استخدام القبائل لزعزعة أمن الخليج، وقد (اضطررنا لمجاراته) في حديثه لطمأنته ومعرفة ما وراءه، وبصراحة لم نجرؤ على معارضته ونحن معه بالخيمة»، بينما أنكر البغيلي حضوره الاجتماع بل وأنكر أنه ينتمي لتنظيم الإخوان؛ التقية السياسية المعهودة عند الجماعة حين يكشف ويفتضح أمرهم.
تصريحات الدويلة دفعت بوزير شؤون الديوان الأميري الكويتي بالقول إن «ما جاء في لقاء الدويلة، حول نقله ما دار بينه وبين القذافي، من تآمر لنشر الفوضى في منطقة الخليج، لا علاقة للكويت به وغير صحيح البتة، ويعتبر محض تقوّل وافتراء».
التسريبات فتحت باب أسئلة عن تاريخ العلاقة القديمة المتجددة بين تنظيم «الإخوان» والقذافي الناصري الهوى سياسياً والاشتراكي اقتصادياً والصوفي دينياً في طفولته. كيف تفسر علاقته بجماعة تنظيم «الإخوان» ولو عاطفياً، أم أن هذه ترهات أطلقها معارضوه؟ كيف وهو من زج بقيادات «الإخوان» في ليبيا بالسجون؟ فالمستغرب ليس علاقة التنظيم بالقذافي فهو تنظيم براغماتي ميكافيللي، ولكن المستغرب علاقة الناصري الاشتراكي القذافي بهذه الجماعة.
علاقة القذافي بتنظيم «الإخوان» ليست وليدة مشروع ليبيا الغد 2007 الذي تبناه ابنه سيف الإسلام بالشراكة مع جماعة «الإخوان»، فقد سبق للقذافي الأب أن كانت له علاقة بالجماعة في عهد خصومته بالرئيس المصري الراحل السادات.
فحالة الغزل والتقارب والتباعد بينهما كانت سيدة الموقف، إذ سبق أن اعترف بعض ممن تورطوا في أعمال تخريبية في مصر من جماعة «الإخوان» في عهد السادات بتمويل القذافي لهم، كما أكدت وثائق وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه) المرفوع عنها السرية والتي كشفت أن جماعة «الإخوان المسلمين» تلقت دعماً بالمال والسلاح من العقيد الليبي معمر القذافي، لإسقاط نظام الرئيس السادات.
جماعة «الإخوان» سبق أن تغزلت بكتاب القذافي «الكتاب الأخضر»، بل قالت إنه اقتبس فكرة النظرية العالمية الثالثة من كتبهم ومن أقوال مفكري «الإخوان»، «فالتقارب الفكري هذا قد يكون حجر الزاوية بين الجماعة والقذافي».
عراب الجماعة في ليبيا والملاحق بتهم الإرهاب من الرباعية العربية علي الصلابي، هو من أسس ورسم خطوط العلاقة وأوجد قنوات تواصل بين خيمة القذافي ومكتب المرشد.
خيمة القذافي توافد عليها كثير من جماعة «الإخوان»، خصوصاً من الخليج؛ ومنهم طارق السويدان، كما استخدم القذافي بعضهم في خلافه الخليجي؛ ومنهم مدرس الفيزياء محمد المسعري والطبيب الجراح السعودي سعد الفقيه مؤسس جماعة متطرفة إخوانية الفكر هي «الحركة الإسلامية للإصلاح» دعمها القذافي بتمويل إذاعة معادية للسعودية، ومن الملاحظ أن كليهما لا علاقة له بعلم الفقه والشريعة، فالأول مدرس فيزياء والثاني طبيب، ولكن هذا ديدن تنظيم «الإخوان»، فقد كان آخر مرشد لهم بديع يدرس الطب البيطري في جامعة الزقازيق، ومحمد مرسي كان يدرس هندسة كهربائية في إحدى الجامعات.
علاقة القذافي بجماعة «الإخوان» علاقة تبادل وتقاطع مصالح بدأت في السبعينات، حيث استخدمهم لضرب خصومه، وانتهت بعد أن احتضنهم تدريجياً، فقتلوه وباعوا حتى خيمته التي كثيراً ما جمعتهم في ليالي سهر وسمر... وتآمر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خيمة القذافي وتآمر جماعة «الإخوان خيمة القذافي وتآمر جماعة «الإخوان



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 18:47 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة "الأفضل"
  مصر اليوم - فيفا يكشف أسباب ترشيح ميسي لجائزة الأفضل

GMT 23:48 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
  مصر اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 03:10 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

داليدا خليل تستعد للمشاركة في الدراما المصرية

GMT 21:21 2015 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

أهالي قرية السلاموني يعانون من الغرامات

GMT 02:17 2016 الثلاثاء ,21 حزيران / يونيو

فوائد عصير الكرانبري لعلاج السلس البولي

GMT 01:18 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

سامسونج تكشف عن نسخة باللون الأحمر من جلاكسى S8

GMT 17:27 2022 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أطعمة تمنع مرض الزهايمر أبرزها الأسماك الدهنية

GMT 15:02 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

ريلمي تعلن موعد إطلاق النسخة الجديدة من هاتف Realme GT Neo2T

GMT 13:46 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

رامي جمال يروج لأغنية "خليكي" بعد عودة انستجرام

GMT 04:47 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

{غولدمان ساكس} يخفض توقعات نمو الاقتصاد الأميركي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon