توقيت القاهرة المحلي 02:20:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ليبيا وطائرات إردوغان المسيّرة

  مصر اليوم -

ليبيا وطائرات إردوغان المسيّرة

بقلم : د. جبريل العبيدي

العاصمة الليبية طرابلس بل ليبيا كلها تواجه أكبر حرب طائرات مسيّرة في العالم، وذلك حسب قول المبعوث الأممي غسان سلامة: «إن ليبيا على الأرجح أكبر مسرح لحرب الطائرات المسيرة في العالم»، وايضاً كما جاء في تقرير «الغارديان» البريطانية بأن «الحرب الجوية تصاعدت في ليبيا».
الطائرات المسيّرة أو الـ«درون (Drone)» التي تعدّ سلاح الجيل الثالث في الحروب بالعالم، أصبحت تجوب سماء ليبيا بعد الدعم التركي لميليشيات طرابلس بهذا النوع من الطائرات، في محاولة لإحداث نقلة نوعية وعرقلة مسار معركة الجيش الوطني الليبي لتحرير العاصمة طرابلس من ميليشيات الإسلام السياسي المدعومة قطرياً وتركياً.
طائرات إردوغان المسيّرة؛ نوع «بيرقدار تي بي2»، اشتراها النظام القطري ليمنحها لحكومة الوفاق، وكشف عنها موقع «أفريكا أنتلجنس»، لتسقط في سماء طرابلس بعد إعلان غرفة عمليات سلاح الجو الليبي تدمير البنية التحتية الكاملة لغرفة التحكم بالطائرات التركية المسيّرة داخل قاعدة معيتيقة، بما فيها هوائيات التحكم والتوجيه. كما أعلن الجيش الليبي أنه استهدف «مأوى للطائرات المسيّرة في مقر الكلية الجوية بمصراتة، حيث تتخذ منها الميليشيات مقراً وغرفة تحكم يوجهها ضباط أتراك، كما استهدفت طائرات الجيش الليبي مطار زوارة، غرب طرابلس، الذي يستخدم لإقلاع الطائرات المسيًرة».
الدعم التركي السافر بتقديم الطائرات المسيًرة للميليشيات في طرابلس، وبتوجيه ضباط أتراك ووجود هوائيات وغرف تحكم في مطار معيتيقة، كان بهدف ضرب خطوط الإمداد وتحركات الأفراد على خطوط محاور القتال، وقد أكدت وكالة «بلومبرغ» أن «حكومة الوفاق لديها طائرات قادرة على تنفيذ ضربات ليلية دقيقة، وأنها طورت قدراتها من خلال تسلم طائرات تركية مسلحة في الآونة الأخيرة». كما أكد الدعم التركي المحلل العسكري آرنولد ديلالاندي لوكالة الصحافة الفرنسية بالقول إن الأتراك «قاموا بتنويع استراتيجيتهم من خلال استخدام مختلف الطرق لإطلاق طائراتهم من دون طيار ونشر هوائيات التتابع على كامل المنطقة بين طرابلس ومصراتة و(الجفرة الوسطى)». وقد كشفت صحيفة «الوسط» الليبية، عن أن حكومة «الوفاق» قد تحصلت على 3 طائرات من نوع «Orbiter 3 UAV» الإسرائيلية، وهذا ما كشفت عنه أيضاً صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية بعد إسقاط الجيش الليبي طائرتين مسيّرتين بصناعة إسرائيلية.
الدعم التركي للميليشيات جاهر به الرئيس إردوغان نفسه أكثر من مرة، فدخول إردوغان على خط المعركة في طرابلس ليس عبر تصريحات وتهديدات بالتدخل فقط، بل قال إن بلاده «ستُسخر إمكاناتها كافة، وستقف بحزم لمنع تقدم الجيش نحو العاصمة طرابلس».
الدعم التركي لجماعات مرتبطة بالعنف والإرهاب، يجعل من أنقرة شريكاً فيه، ولعل ما ذكرته صحيفة «Washington Examiner»: «هل «حان الوقت لإعلان تركيا دولة راعية للإرهاب؟»، كان بسبب دعم أنقرة المستمر للإرهاب، بدءاً من سوريا، ووصولاً إلى ليبيا، عبر شحنات الأسلحة وعلاقتها مع الجماعات المتطرفة.
حكومة الوفاق تعدّ الآن مجرد واجهة سياسية للحشد الميليشياوي للإسلام السياسي، وبعد خروج أغلب طائرات «الوفاق» من الخدمة بعد أن تم إسقاطها من قبل الجيش الليبي الشرعي، سعت ميليشيات الإسلام السياسي، بدعم من حكومة الوفاق، إلى شراء الطائرات المسيّرة التركية بمساعدة قطرية، فطموح النظام التركي إلى تمكين جماعة «الإخوان» وباقي جماعات الإسلام السياسي، جعله يرسل كثيراً من الأسلحة؛ وعلى رأسها الطائرات المسيّرة، لحماية جماعة «الإخوان» من السقوط الوشيك في طرابلس.
النظام التركي وإردوغان، وراء هذا الزخم من الدعم لميليشيات «الإخوان» في ليبيا، والتي أصبحت الآن تمثلها حكومة «الوفاق» التي أصبحت مجرد واجهة سياسية، للحشد الميليشياوي الذي يواجه الجيش الليبي.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليبيا وطائرات إردوغان المسيّرة ليبيا وطائرات إردوغان المسيّرة



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
  مصر اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon