توقيت القاهرة المحلي 12:33:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

عربون قطر لتوبتها الأميركية

  مصر اليوم -

عربون قطر لتوبتها الأميركية

بقلم - فيصل العساف

ما ذكره حمد بن جاسم لمعمر القذافي في التسريب الشهير، عن علاقة الدوحة بإسرائيل، نجح- على عينك يا تاجر هذه المرة- في «تخفيف الضغط الأميركي عن قطر»، لكن مع كثير من التضحيات، وفي مقابل حفنة «كبيرة جداً» من بلايين الدولارات.

المحزن، وآخر ما كانت «رباعية المقاطعة» ترجوه أن يضطر «الأشقاء» إلى بذل تنازلاتهم «عن يدٍ وهم صاغرون»! ما الذي كانت تريده الدول الأربع، التي تقاطع قطر، من قطر؟ ليس أكثر من تخليها عن دعم الإرهاب، ووقف التحريض. هذه باختصار الخطوط العريضة، التي بصمت الدوحة بالموافقة عليها منذ عام 2013 في الرياض، لكنها لم تفِ بالوعود، ونكثت بكل العهود التي قطعتها، لتجلس أخيراً على كرسي الاعتراف في المنظمة الصهيونية الأميركية، تحلف لأعضائها أغلظ الأيمان أنها توقفت عن دعم جماعة «الإخوان المسلمين»، وتطلب منهم مسح دعمها مشاغبات «حماس» في وجه جهلها، متعهدة بطرد «الحمساويين» الذين يقيمون في قطر خلال «دقيقة» من طلب الأميركان ذلك، هذا ما أكده رئيس المنظمة مورت كلاين!

بقي أن تتوقف حملات التحريض الفج، الذي تقوده السلطات القطرية ضد الدول الأربع، وهذا في طريقه إلى الزوال، كما هو متوقع، وبخاصة بعد تصريحات الوزير ريكس تيلرسون، الذي لمح إلى ذلك في مؤتمر صحافي بعد التوقيع على بيان الحوار الإستراتيجي الأميركي- القطري.

الإدارة الأميركية هي الثالثة بعد طهران وأنقرة، التي شهدت عن قربٍ الرعب في عيون ما يسمى «تنظيم الحمدين»، فما كان منها إلا أن «طبطبت» على صدره، مطمئنة إياه، بعد أن أخذت عليه كامل التعهدات اللازمة، بالعمل على حماية «وحدة التراب القطري» من كل ما من شأنه أن يقوض استقراره.

نستطيع الجزم هنا بأنه لم يكن ليغيب عن الأميركيين أن دول المقاطعة ليس في نيتها الاعتداء على دولة قطـــر إطـــلاقاً، وإلا فـــإنها لم تكن مضطرة إلى الانتظار مدة تســـعة أشهر، حتى ولادة هذا الاتفاق!

يعلم الأميركيون جيداً أن الذي «يهدد» وحدة تراب قطر، من وجهة نظر سلطتها الحاكمة، هم شرفاء قطر، الذين جرى سلخهم عن محيطهم عنوة، بل وسلبهم حرية التفكير، لمصلحة «الخلطة» الغريبة التي جمعت على أرضهم ضلالات الإخوان، وطموحات القوميين العرب، حتى باتوا مغلوبين على أمرهم، سواء بقوة النفي القسري، عبر حملات سحب الجنسيات، أم من خلال ممارسة أشكال الضغط الجسدي والمعنوي كافة تجاه الصادحين بالحق، كما حصل- على سبيل المثال لا الحصر- مع الحجاج القطريين، الذين تمت إهانتهم والتنكيل بهم، بسبب ثنائهم على حفاوة استقبال السعوديين.

في ما يبدو أن الأميركيين تمكنوا من تحقيق غاياتهم المرجوة، بداية من التوقيع في حزيران (يونيو) من العام الماضي، بعد أسابيع فقط من المقاطعة، على اتفاق لمكافحة تمويل الإرهاب، التي كانت قطر تماطل في التوقيع عليه سنوات، وانتهاء بضرب ما يطلق عليه «الـــسيادة القطرية» عرض الحائط. جاء ذلك في التعهد «الحمدي» بتحويل قاعدة العديد إلى ما يشبه المدينة «الترفيهية» للجنود الأميركيين وعائلاتهم، شرط أن يبقوا فيها أطول وقت ممكن.

يمكن القول أيضاً إن الاتفاق «الأمريكطري» يعد ضمانة لإنهاء الاحتلال الإيراني، الذي هرعت إليه الدوحة، العاصمة الثانية بعد دمشق، التي يزعم الإيرانيون أنهم ساهموا في الخفاظ عليها من السقوط!

قطر قدمت إسماعيل هنية على طبق من ذهب للائحة الإرهاب الأميركية، وبدوره يسعى تيلرسون إلى أن يقدمه لرباعية المقاطعة بوصفه عربون توبة قطرية، لكنه، وهو الذي عاد بخفي حنين من المنطقة في بداية الأزمة، يعي أنه لن يجني سواهما حتى تغير قطر مسلكها الطامح إلى تقويض أمن جيرانها. ولعل الوقت مناسب الآن لكي تتم مكاشفتها بحقيقة أن إسرائيل في الشرق الأوسط «واحدة»، لا كما تحاول قطر أن تبدو، أو تطمح حملة العلاقات، التي يقودها ممثلون عنها في أميركا، إلى تصويرها.


نقلا عن الحياة اللندنية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عربون قطر لتوبتها الأميركية عربون قطر لتوبتها الأميركية



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon