توقيت القاهرة المحلي 02:08:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نتانياهو في عُمان: ما الجديد؟

  مصر اليوم -

نتانياهو في عُمان ما الجديد

بقلم - فيصل العساف

 تختلف أو تتفق مع دولة عُمان، إلا أنك لا تملك سوى تقدير أوّلياتها التي عادة ما تأتي بها من خارج الصندوق. مما يميز الخصوصية العمانية، أنها تبنى على أسس المصلحة، مع عدم الإضرار بالآخرين، بدليل استقرار العلاقات الخليجية العمانية على رغم الاختلاف في قضايا محورية، كالموقف من الحوثيين في اليمن، وكذلك نأيها بالنفس في ما يخص الخلاف العربي- الإيراني.

بالأمس القريب كشفت عمان الستار عن شكل آخر من فصول شجاعتها واستقلاليتها، عندما فاجأت الجميع بحلول رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو ضيفاً على السلطان قابوس، جاء ذلك بعد تصريحات أطلقها نتانياهو، حول فكرته الجديدة لحلحلة النزاع العربي- الإسرائيلي في منطقتنا التي تعيش على صفيح ساخن منذ احتلال فلسطين، تقوم على صناعة سلام شامل مع الدول العربية، من خلال تجاوز الخلافات وموانع التصالح، يكون مؤداه سِلْماً بين الفرقاء على الأرض الفلسطينية. وإن كانت هذه الزيارة ليست الأولى لمسؤول إسرائيلي رفيع المستوى إلى عُمان، إذ سبق وزارها رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إسحاق رابين عام 1994، إلا أن استخلاص الدروس منها أمر ضروري، بخاصة درس الواقعية السياسية، باعتبار أن إسرائيل هذه ليست في أقاصي الدنيا، إنما «دولة من دول الشرق الأوسط» كما شدد على ذلك وزير الشؤون الخارجية العمانية يوسف بن علوي، في معرض جوابه عن سؤال قناة «الجزيرة» القطرية: لماذا استقبلت عمان نتانياهو؟ الغريب أن القناة تجاهلت عمدًا ذلك الاستقبال القطري «الحافل» للزعيم الإسرائيلي شمعون بيريز عندما كان رئيسا للوزراء عام 1996، والذي -بالمناسبة- زار عقر مبناها في الدوحة! على ذكر الواقعية، فإن تنظيم الحمدين، أو «صندوق البريد السريع لخدمة إسرائيل» وفق وصف مدير المكتب التجاري الإسرائيلي في قطر سامي ريفيل، أسقط في يديه هذه المرة، بحيث لا يستطيع المتاجرة بالقضية، فالعلَم الإسرائيلي الذي رفرف خفاقا في سماء الدوحة الأسبوع الماضي لمناسبة إقامة بطولة العالم للجمباز، وما صاحبه من تسليط الضوء على تناقضات قطر من جديد، أفقد نافخ الكير القطري فرصة ثمينة لاستغلال الموقف بالنواح واللطم كما جرت العادة، ومعه جوقة الرداحين من مرتزقة التنظيم الذين انشغلوا في التبرير لقطر، عن رمي الآخرين ببهتان التصهين!

من جهة أخرى، تأتي زيارة نتانياهو السلطنة، قبل أيام من فرض واشنطن عقوبات اقتصادية هي الأقسى على إيران، أعلنت كثير من الدول التزامها بمقتضياتها، بمن فيها العراق الذي أكد عزمه الامتثال للإرادة الأميركية بوقف تصديره النفط إليها، وإذا كان لتوقيت الزيارة من دلالة، فلربما تكون انتقال عمان إلى الضفة الأخرى، بعد أن كانت لاعباً أساسياً في الاتفاق النووي الإيراني، إذ إن جدية الرئيس الأميركي دونالد ترامب، و «الدفء» المصاحب للزيارة وفق المشاهد التي بثها التلفزيون العماني، يضيّقان بشدة على احتمال لعب العمانيين أدواراً خفية تخدم الإيرانيين.

في سياق آخر متصل بالانفتاح «الظاهر» على إسرائيل، يبحر السعوديون وحدهم -على ما يبدو- في سفينة مقاطعتها، فمن لم يقفز قد توقف عن التجديف في لحظة مراجعة للنفس، يغلب الظن بأنه سوف يقفز منها أخيراً! السعودية التي تحيط بها أمواج المصالح المتلاطمة من كل مكان، إضافة إلى جحود البعض «الكثير» من الشعب الفلسطيني لجهودها في سبيل قضيتهم، عليها مراجعة سياسة «الصدر العاري» في مواجهة إسرائيل والعالم المنحاز إليها، فالسياسة فن «المستحيل» أيضاً.

* كاتب سعودي.

نقلا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نتانياهو في عُمان ما الجديد نتانياهو في عُمان ما الجديد



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:14 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
  مصر اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
  مصر اليوم - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 14:07 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"يوتيوب" يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي
  مصر اليوم - يوتيوب يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

المدرب الإسباني أوناي إيمري يغازل بيته القديم

GMT 01:04 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

جالاتا سراي التركي يفعل عقد مصطفى محمد من الزمالك

GMT 05:34 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

تعرف على السيرة الذاتية للمصرية دينا داش

GMT 20:42 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل جاتوه خطوة بخطوة

GMT 23:05 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

يونيون برلين الألماني يسجل خسائر بأكثر من 10 ملايين يورو

GMT 02:11 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

طبيب روسي يكشف أخطر عواقب الإصابة بكورونا

GMT 09:43 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كباب بالزعفران
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon