توقيت القاهرة المحلي 02:08:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بوتين والسيسي

  مصر اليوم -

بوتين والسيسي

بقلم - فيصل العساف

بعد ثورات عام 1989 وصولاً إلى إعلان «تفككه» سنة 1991، خرج الاتحاد السوفياتي منهاراً بشــــتى المقايـــيس الســياســـية والاقتصادية، بل حتى جغرافياً، عندما تآكل وبات جمهورية تلملم بقايا الاتحاد الكبير، في مشهد مهيب، انتهت معه الحرب الباردة بين ضفتي النزاع، حلف شمال الأطلسي (ناتو) وحلف وارسو.

كانت المرحلة التي تلت ذلك عصيبة على الروس الجدد بكل المقاييس، وظل الرئيس الأسبق بوريس يلتسين «يترنح» تحت وطأة مؤثرات عدة، قبل أن يتسلم فلاديمير بوتين، الرجل الصلب، صاحب الشعبية الكبيرة لدى الروس، مقاليد الحكم في بلاده.

جاء بوتين إلى روسيا مثقلة بالإحباط، ولم تكن الحرب الدائرة على مسرح الشيشان، ولا العمليات الإرهابية المصاحبة لها، لتثنيه عن العمل الجاد والسريع في سبيل إعادة عجلات القطار الروسي إلى قـــــضبان الهيبة، فلا تزال عالقة في الأذهان مشاهد القتــــلى على قارعة مسرح موسكو عام 2002، عندما تدخلت قوات الردع الخاصة الروسية بقوة، بعد يومين من حصاره، لتنهي ذلك المشهد العبثي الذي حاول النيل من أمنها الداخلي، إذ قامت بضخ غاز كيماوي في فتحات التهوية، قبل أن تقتحمه، وتقتل عدداً من المهاجمين الشيشان، الذين كانوا يطالبون بوقف العمليات الروسية العسكرية في بلادهم، إضافة إلى عدد كبير من الرهائن المحتجزين.

في 2004، كانت روسيا تخوض اختباراً جديداً، إثر هجوم للشيشانيين على مدرسة بيسلان الابتدائية واحتجاز 1100 رهينة، لكن القوات الروسية كانت على الموعد، إذ اقتحمت المدرسة بعد ثلاثة أيام فقط من حصارها، مستخدمة الدبابات والأسلحة الثقيلة.

كل ذلك، إضافة إلى الفساد، الذي استشرى بين مفاصل الدولة، يضغط على اقتصادها، الذي أحد أهم مسبباته التداخل المريب بين صانع القرار وبــين التـــجار ورؤوس الأموال والمنافع المتبادلة.

الرئيس عبدالفتاح السيسي يواجه مثل ذلك اليوم في مصر، فحرب على الإرهاب في سيناء، وأخرى في الداخل، إضافة إلى الفساد، الذي ينهش بكل نهم جميع مدخرات الدولة، حتى وصل إلى أهم مقوماتها، الإنسان المصري، الذي تبددت أحلامه بين حكـــومات مدارس الولاء المــــطلق، التي فهمت خطأً أن المـــناصب التي تتسلمها ليست سوى مكافأة تمنح من رأس الدولة، بناء على مقدار الولاء للنظام! وبيـن رؤوس أموال التجار المستبدة، التي تجبن عن أي شيء، عدا محاولة النيل مما يعوق رغبتها في التكاثر، بأية طــريقــة كانت، حتى لو كـــان الــضحية هو الوطن، مادام السبيــل إلى ذلك يمــهد إليه ســاسة فاسدون.

في روسيا، كان ابن المؤسسة العسكرية أهلاً في عيون الروس لتولي مشقة الدولة الهامدة، وأثبت بوتين أنه رجل المرحلة بامتياز، فقد أعاد إلى بلاده جزءاً مهماً من بريقها، من طريق التنمية الاقتصادية الشاملة، التي تلت إعادة الاحترام للمؤسسة العسكرية الروسية، عبر سحق فكرة التحرر الشيشانية.

في الداخل، عــمل بوتين على إتاحة فرص العمل من خلال المشاريع التنـــموية الضخمة، والانفتاح الاقتصادي المتوازن، مع ـــعدم الإخلال بالرقابة الصارمة، التي أطاحت المـــفسدين في القطاعين الحكومي والخاص، من دون رحمة وبلا هوادة.

قد نختلف كثيراً مع السياسة الخارجية الروسية، لكن، وجب التنبيه هنا إلى أن المنهج البوتيني الصارم في المشهد الروسي المتهالك آنذاك، ينبغي له اليوم أن يشد أنظار ابن المؤسسة العسكرية المصرية، الذي أعلن ترشحه لفترة رئاسية ثانية، وهو يكافح في سبيل بناء دولة جديدة، تتطلع أنظار 90 مليون مصري إليها، وهم على أتم الاستعداد للتضحية من أجل حلم الحياة الكريمة، التي من السهل تحقيقها، لو خلصت النيات لمصر.

نقلا عن موقع الحياه اللندنيه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بوتين والسيسي بوتين والسيسي



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:14 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل
  مصر اليوم - جعجع يُطالب حزب الله إلقاء سلاحه لإنهاء الحرب مع إسرائيل

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك
  مصر اليوم - الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 00:04 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية
  مصر اليوم - حسين فهمي يعرب عن دعمه للأفلام الفلسطينية واللبنانية

GMT 14:07 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

"يوتيوب" يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي
  مصر اليوم - يوتيوب يختبر خاصية جديدة تعمل بالذكاء الاصطناعي

GMT 08:11 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

هيفاء وهبي بإطلالات متنوعة ومبدعة تخطف الأنظار

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2018 الإثنين ,16 إبريل / نيسان

المدرب الإسباني أوناي إيمري يغازل بيته القديم

GMT 01:04 2021 السبت ,25 كانون الأول / ديسمبر

جالاتا سراي التركي يفعل عقد مصطفى محمد من الزمالك

GMT 05:34 2021 السبت ,13 شباط / فبراير

تعرف على السيرة الذاتية للمصرية دينا داش

GMT 20:42 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

طريقة عمل جاتوه خطوة بخطوة

GMT 23:05 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

يونيون برلين الألماني يسجل خسائر بأكثر من 10 ملايين يورو

GMT 02:11 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

طبيب روسي يكشف أخطر عواقب الإصابة بكورونا

GMT 09:43 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

كباب بالزعفران
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon