بقلم - نبيل زكي
في كلمة بجامعة ستانفورد في كاليفورنيا، أعلن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إن القوات الامريكية باقية في سوريا إلي أجل غير مسمي من أجل منع الرئيس السوري بشار الأسد من بسط سيطرته علي كل أنحاء الأرض السورية! وقال إن بقاء الجنود الامريكيين يساعد السوريين علي الإطاحة بالأسد من منصبه ورفض النفوذ الايراني!!
هنا تسقط الحجة الزائفة للوجود العسكري الامريكي في سوريا، وهي »محاربة داعش» لكي يكشف الوزير الامريكي بنفسه عن السبب الحقيقي، وهو التمسك بنهج العمل علي تغيير أنظمة الحكم التي لا ترضي عنها واشنطن فالولايات المتحدة هي التي ستقرر مصير سوريا ومن الذي يحكمها! وليس هذا فقط، بل إن واشنطن تسعي إلي تقسيم سوريا عن طريق إقامة محمية أمريكية في الشمال تحت غطاء كردي، ووضع القطاع الشرقي للبلاد تحت سيطرة منظمات إرهابية.
ولتحقيق هذا الغرض، أعلن متحدث باسم القوات الامريكية في الشرق الأوسط عن خطط لتجميع وتسليح ٣٠ ألف مقاتل لمحاربة الحكومة السورية، بينهم المئات من الأعضاء السابقين في تنظيمي داعش والقاعدة »جبهة النصرة» لكي يرابطوا علي الحدود الدولية الشرقية والشمالية وفي قطاعات من وادي نهر الفرات. وسيتولي ٢٠٠٠ جندي أمريكي حماية المنطقة الامريكية.
وأكدت المصادر الامريكية أن المساعدات العسكرية للمنظمات المسلحة في سوريا ستبلغ ٥٠٠ مليون دولار في ميزانية الدفاع التي وقعها الرئيس الأمريكي ترامب للعام المقبل، بالاضافة إلي ٣٩٣ مليون دولار قيمة إمدادات أسلحة للاكراد السوريين.
اكتب هذه السطور بينما تتصاعد وتيرة قصف الجيش التركي لمدينة عفرين بشمال سوريا واشتباكه مع الوحدات الكردية. وقد كان الاكراد يراهنون علي امريكا، وها هي تتخلي عنهم في وقت الشدة وتتركهم لمواجهة الهجوم التركي. وتجيء العملية التركية في وقت تزحف فيه القوات السورية صوب الشمال، ويترك الضباط الروس مدينة عفرين لمصيرها..(!) والملاحظ، وفقا لتصريح مسئول كبير في البيت الابيض الامريكي، أن الولايات المتحدة أكدت لإسرائيل عزمها علي الابقاء علي قوات امريكية في سوريا!
ويقول الكاتبان الامريكيان »رون بول» و »دانيل ماك آدامز» إن البنتاجون يشيد قواعد عسكرية جديدة دائمة علي الاراضي السورية.. لم يقنع الأمريكيون بموت ٥٠٠ ألف علي الأقل في الحرب علي سوريا.. ولا يكفيهم تحول اكثر من خمسة ملايين سوري إلي لاجئين خارج بلادهم.. وتحول ستة ملايين علي الأقل إلي نازحين داخل بلادهم اضطروا إلي مغادرة بيوتهم ومدنهم وقراهم ، ولا يكفيهم تدمير مدن وقري سوريا وتحولها إلي خرائب وأطلال.. بل يريدون مواصلة زرع الموت والدمار وتخريب محاولات الحل السياسي في »سوتشي» في ٣٠ يناير الحالي، خاصة بعد أن وجد الإرهابيون ان فرصة استئناف القتال أصبحت متاحة بفضل الدعم العسكري والمالي الامريكي.
ثم.. بأي حق، تبقي القوات الامريكية في سوريا رغم رفض الحكومة السورية لهذا الوجود واعتباره غزوا واحتلالا غير مشروع وانتهاكا للقانون الدولي وعدوانا علي السيادة الوطنية؟
أما عن النفوذ الايراني في المنطقة.. ألم يفتح الغزو الامريكي للعراق الباب أمام ايران؟ ألم يؤد التدخل الغربي في سوريا إلي توسيع النفوذ الإيراني هناك؟ إن التدخل الامريكي في المنطقة هو سبب تقوية هذا النفوذ الايراني
نقلا عن الاخبار القاهرية