بقلم : عبلة الرويني
كل إنسان يمكنه أن يفعل نفس الشيء، ويمارس نفس العمل.. لكن دائما هناك أفرادا مختلفين، أفرادا مبدعين، يضيفون إلي عملهم من روحهم ومن إنسانيتهم، يضيفون الكثيرمن الخيال والمعني والوعي، ويحيلون العمل إلي إبداع، حتي ولو كان مجرد صناعة بسيطة لعوارض خشبية أو معدنية لحراسة المرمي في ملاعب كرة القدم!...ويبدو أن البولنديين بارعون في صناعة عوارض حراسة المرمي، للدرجة التي استعان بهم الروس، في صناعة عوارض المرمي البيضاء في المونديال، والتي لم تعد مصنوعة من الخشب كما كان قبل..هذه المهارة وتلك الشهرة، وتلك الصناعة البولندية الجيدة والمتقنة، ربما تعبرعنها إجابة أحد العمال البولنديين المتخصصين في صناعة العوارض..قال(سأجعلها تتنفس..تفرح لفرح تسجيل هدف..وتحزن لحزن حارس المرمي فيما لودخل فيه هدف!.. لن تكون صماء ابدا).. يريد أن تنطق العوارض الخشبية، أن تكون شريكا فاعلا في المباراة...هذا بالضبط جوهرالإبداع والاتقان والموهبة.. شيء مضاف يكمن في الصناعة الجيدة، ليس فقط الدقة والانضباط..لكنه الروح المبدعة التي تلامس كل شيء نفعله (مهما كان بسيطا) فتمنحه الصواب..في إجابة العامل البولندي، مساحة من الوعي والفهم والإدراك لطبيعة عمله وقيمته.. مساحة من الوعي الإنساني، هي قيمة مضافة إلي الاتقان والدقة والإبداع، وهي ما تضعه بالتأكيد، وتضع كل المبدعين دائما في مكانة مختلفة..صحيح أن الاجتهاد والدقة والإنضباط تساوي النجاح..لكن أن يصاحب كل ذلك الموهبة والوعي، والرغبة في الإضافة والبناء، فتلك هي الصناعة المبدعة، والصانع الفنان
نقلا عن الأخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع