بقلم : عبلة الرويني
بين فترة وأخري تنتشرشائعة موته، وسرعان ماتعاود الصحف نشر وصية الروائي السوري"حنا مينه"..كتبها عام 2008 مشددا بألا يسيرأحد وراء نعشه، فقط أربعة أشخاص مأجورين من دائرة دفن الموتي، يحملونه علي الأكتاف إلي عربة الموتي،وتغلق الدائرة!..لا حزن..لا بكاء..لا لباس أسود..لاعزاء..ولا حفل تأبين، فكل ماسيقال بعد موته سمعه وأكثرفي حياته..!!
حنا مينه،أحد أهم الروائيين العرب..الوحيد الذي رشحه نجيب محفوظ للحصول علي نوبل..قبل أيام أكمل حنا مينه94عاما وتكررت شائعة موته،وتكرر نشرالوصية..(أنا حنا بن سليم حنا مينه،والدتي مريانا ميخائيل ذكور،من مواليد اللاذقية العام1924وأنا بكامل قواي العقلية،وقد عمرت طويلا حتي صرت أخشي ألا أموت،بعد أن شبعت من الدنيا،مع يقيني أن "لكل أجل كتاب"..لقد كنت سعيدا جدا في حياتي،فمنذ أبصرت عيناي النور،وأنا منذور للشقاء،وفي قلب الشقاء حاربت الشقاء وانتصرت عليه..هذه نعمة الله ومكافأة السماء وإني لمن الشاكرين..عندما ألفظ النفس الأخير،آمل وأشد علي هذه الكلمة، ألا يذاع خبرموتي في أي وسيلة إعلامية مقروءة أو مسموعة أو مرئية، فقد كنت بسيطا في حياتي،وأرغب أن أكون بسيطا في مماتي،وليس لي أهل لأن أهلي جميعا لم يعرفوا من أنا في حياتي،وهذا أفضل،لذلك ليس من الإنصاف في شيئ أن يتحسروا عليّ عندما يعرفونني بعد مغادرة هذه الفانية..كل ما فعلته في حياتي معروف،وهو أداء واجبي تجاه وطني وشعبي، وقد كرست كل كلماتي من أجل هدف واحد،هو نصرة الفقراء والبؤساء والمعذبين في الأرض،وبعد أن ناضلت بجسدي في سبيل هذا الهدف،وبدأت الكتابة في الأربعين من عمري، شرعت قلمي من أجل هذا الهدف ذاته،ولم أزل..لا عتب ولا عتاب، ولست ذاكرهما هنا إلا للضرورة،فقد اعتمدت عمري كله،لاعلي الحظ،ولكن علي الساعد،بيدي وحدها وبمفردها صفقت،وإني لأشكرهذه اليد، ففي الشكر تدوم النعم......)
نقلًا عن الأخبار القاهري