بقلم - عبلة الرويني
ذكرني الكاتب الصديق توماس جورجسيان بشرفة الورود الحمراء...وكنت قد اقترحت قبل أكثر من ٧ سنوات علي الصديقة الدكتورة فاطمة البودي صاحبة دار العين للنشر(عند افتتاح الدار) أن تضع ورودا حمراء في الشرفة المطلة علي شارع طلعت حرب بوسط القاهرة، لتصبح هي الشرفة الأكثر تميزا في الشارع بأكمله، وربما في القاهرة أيضا!!...التقط توماس جورجسيان المصري الأرميني الأمريكي(برغم إقامته في أمريكا منذ عشرين عاما)..التقط الاقتراح، ليصير حلما..يذكره دائما في كتاباته، ويذكرني به كلما مرت السنوات..حالمين معا ببناية في القاهرة تزينها شرفة مملوءة بالورود الحمراء..حالمين بقاهرة أقل عنفا وأكثر جمالا...
لم تتمكن د.فاطمة البودي من تحقيق حلم الورد، التفتت لتحقيق حلم أكبر بتأسيس دار نشر تقدمية مستنيرة...ليظل الحلم سؤالا:لماذا تختفي الورود من شرفات القاهرة، وتتقلص مساحات الأخضر في الشوارع؟..هل هو الغبار الذي يغطي الهواء، لا يسمح للأحمر ولا للأخضر بالتوهج، فارضا سطوة الرمادي علي البنايات والأشجار والوجوة..ليس سهلا العثور علي لون أخضر، الغبار يحيل الأشجار إلي أخضر داكن منطفئ بفعل الأتربة..فقط ننتظر صفاء الأخضر عند نزول المطر..الألوان تفقد بهجتها بفعل الغبار...ومساحات الأخضر تتقلص في الشوارع سنة بعد أخري، ليتضاعف تأثير الغبار وسطوة الرمادي..سألت يوما الفنان حسن سليمان عن حضور اللون الرمادي في لوحاته، فأجابني بأنه لون هواء القاهرة، لكنه أكمل جملته أو درسه الجمالي(ارسم صح ولون بتراب)..المهم دائما هو الصواب..صواب الخط، وصواب الخطوات...
نقلا عن الاخبار