بقلم : عبلة الرويني
الجميع ارتبك أمام الفرحة..والجميع صادرمحمد صلاح لحساباتهم الشخصية ومصالحهم وأغراضهم..رسموه بالصورة التي يحبون أن يروها، وحددوا ملامحه كما يريدون.. طالبه البعض بتهذيب شعره »المنكوش» وتشذيب لحيته، أو القيام بحلقها تماما، حتي لا يشبه الإرهابيين أو المتطرفين أو حتي المتشددين دينيا!!.. والبعض من الإسلاميين فعل العكس، بالغوا في تصويرالجانب المحافظ في اللاعب، وحولوه إلي درويش صغير، وفسروا إعجاب الجمهورالإنجليزي، بنفس منطق الدروشة.. تقليد الأطفال لسجوده في الملعب، وغناء الجمهورالإنجليزي بالمدرجات »طلع البدرعلينا»!! أو»سنصبح مسلمين مثله»!!.. وبالفعل محا محمد صلاح »بمهاراته وخلقه وسلوكه» صورة »المسلم الإرهابي» من أذهان الأوربيين تحديدا، مقدما صورة نموذجية مشرقة لشخصية المسلم.. مفيد فوزي صاحب عبارة »حزب أعداء النجاح» وصف نجاح محمد صلاح، وفرحة المصريين »باللوثة»..احتج علي المبالغة في الفرح، مؤكدا أنه »ليس بمحمد صلاح تبني الأوطان» ويقصد ليس بلاعب كرة تبني الأوطان،ولكن تبني بالعلماء والمفكرين!!..ورغم أن أحدا لم يدع أن محمد صلاح يبني الوطن، ورغم أن لاعب الكرة الناجح هو أحد مفردات القوة الناعمة..فإن محاولة الانتقاص من الفرحة هو فعل سخيف، ينضم فعليا لحزب أعداء النجاح!!..اتحاد الكرة أيضا تعامل بنفس العشوائية والارتباك والعاطفية غيرالناضجة، و»محمد صلاح حبيبنا وابننا، نضع صورته فوق الطائرة أو في قلوبنا.. لايهم.. هذا حقنا، نفعل مانريد، ونستخدمه كما يحلو لنا»!!.. متجاهلين أو جاهلين أن الأمورلا تدار بكل تلك السذاجة والعشوائية
نقلا عن الآخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع