بقلم - عبلة الرويني
لا يزال كثيرمن المبدعين متحفظين تماما،من قرار مجلس الوزراء بتشكيل اللجنة العليا للمهرجانات لتنظيم الفاعليات الثقافية...باعتباره شكلا من أشكال التضييق علي الإبداع والهيمنة علي العمل الثقافي..ورغم تأكيد د.إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة،من أن تنظيم الفاعليات الثقافية،وتحديد البرامج والسياسات،ووضع أجندة رسمية معتمدة للنشاط الثقافي،هي أمورخاصة بالأنشطة التي تنظمها الوزارة، أو التي تقوم بدعمها(ماديا ولوجستيا) وليس الإنشطة الفنية والثقافية من خارج الوزارة(لمؤسسات المجتمع المدني)...وتصريح الوزيرة خادع بالفعل، فعلي أرض الواقع معظم الفاعليات والأنشطة الثقافية من مهرجانات وحفلات تتبع وزارة الثقافة،أو تتلقي دعما فعليا منها وتنتظره..إضافة إلي أن النشاط الثقافي والفني(المستقل)واقعيا هو فعل شاق وصعب وعسير،يصطدم غالبا بالصعوبات،غيرمسموح له بالتواجد أوغيرمسموح له بالاستمرار..واحتفالية(الفن ميدان)التي أطلقها الشباب بعد 25 يناير نموذجا واضحا،لحجم المعاناة والصعوبات والعراقيل التي تجابه العمل المستقل،وتنتهي به في الأغلب إلي الإغلاق!!
صحيح أن كثيرا من الحفلات والمهرجانات التابعة لوزارة الثقافة بحاجة إلي مراجعة سياستها وأهدافها ومنهجها في العمل، وهو ما ننتظره فعليا من لجان تنظيم الفاعليات الثقافية،بدرجة كبيرة من الموضوعية والجدية والنزاهة..وصحيح أيضا أن كثيرا من المهرجانات والحفلات، الباحثة عن دعم الوزارة (خاصة السينمائية والغنائية)هي مهرجانات عشوائية،محكومة بالمصالح دون أهداف واضحة،ودون تأثير حقيقي،وهي أيضا بحاجة إلي وقفة ومراجعة...لكن هناك في نفس الوقت، كثيرمن الإنشطة الشبابية والطموحات والآمال، التي تحتاج إلي الدعم والمساندة، أكثرمما تحتاج إلي تدخل في تحديد الأهداف والسياسات، وفرض السيطرة، والجلوس في رأس الشباب، وتحديد شكل خطواتهم ورسم خريطة لفاعليتهم الثقافية.
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع