توقيت القاهرة المحلي 03:55:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إدمان الوحيد!

  مصر اليوم -

إدمان الوحيد

بقلم : عبلة الرويني

  تبدأ الرواية بمتابعة رجل تجاوز السبعين من عمره، يستأنس وحدته بالذهاب كل صباح إلي المول.. يقضي الساعات علي نفس الدكة، يهيم في لا شيء، أو في قراءة كتاب معه.. وتنتهي الرواية بمرور ابنته العائدة من عملها، لتأخذه إلي البيت!

بين القوسين الكبيرين للرجل العجوز، تؤسس سمر نور وحدتها، أو وحدة بطلة روايتها القصيرة (الست) علي التناقض!!.. عجوز يخرج إلي العالم الخارجي، ليستأنس وحدته بين وجوه الناس، بينما الكاتبة وعلي امتداد 15 فصلا في الرواية، تؤسس بقصدية متعمدة وحدتها المحكمة، حين تقرر الانفصال عن عائلتها، واستئجار مسكن مستقل تعيش فيه بمفردها.. تختار ألوان الحوائط كما تحب، وتطهو بالطريقة التي تحلو لها.. تحكم إغلاق عالمها تماما، تغلق النوافذ والأبواب والأقفال ومفاتيح الغاز، وتمارس فعل الكتابة من أجل أن تقتل وحوشها ومخاوفها التي احتلت طويلا مكانا في الذاكرة.. في هذا العالم المغلق، تتعرف ربما للمرة الأولي إلي صوت أم كلثوم، الذي لم يكن يروق لها من قبل.. صارت تسترق سماعه بشغف عبر راديو الجيران.. أم كلثوم هي أيقونة الاستقلال الذي تنشده، وتعويذة طرد الوحوش التي تهددها.. وهي أيضا (إدمان الوحيد) كما يصفها محمود درويش!!
الصراع مع وحوش الحياة داخل وحدتها المبهجة، ربما يمنحها قدراً من الصلابة، وتمنحها الوحدة قدراً من الحرية، لكن هل تمنحها الاستقلال؟ هل يمكن أن نتحدث عن الاستقلال داخل عالم وحيد منعزل، يهرب من مواجهة الحياة بالخارج، إلي عالم داخلي محكم الإغلاق؟.. هل هي امرأة مستقلة أم هي امرأة وحيدة؟..

تختلط المعاني.. تتخلص البطلة من بعض أوهامها وبعض وحوشها، بالمزيد من العزلة لا بالمواجهة.. من بقايا حب خاسر لحبيب مجهول.. من حكايات ناقصة من لسعات النحل.. لكن ذلك لم يمنحها الاستقلالية بعد

نقلاً عن الآخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إدمان الوحيد إدمان الوحيد



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله
  مصر اليوم - إسرائيل تتهم الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 19:55 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
  مصر اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 13:37 2020 الأحد ,24 أيار / مايو

الفيفا يهدد الرجاء المغربي بعقوبة قاسية

GMT 12:48 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

أسعار الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 19 مايو

GMT 16:51 2020 الثلاثاء ,31 آذار/ مارس

إصابة طبيب رافق بوتين في جولة "فيروس كورونا"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon