بقلم - عبلة الرويني
من دون عزف السلام الوطني..ومن دون ترديد قسم »ابقراط» الذي سبق وأقسمه الأطباء عند التخرج.. ومن دون تبرعات بالمليارات أو حتي بالملايين، تنتهي إلي علامات استفهام!!.. قدم أطباء مستشفي الحسين الجامعي بالأزهر، ملحمة إنسانية ووطنية..صورة ساطعة لضميرهم المهني وكفاءتهم الإنسانية.. فرغم هول الحريق الذي اشتعل في 4 طوابق بمستشفي الحسين بصورة مخيفة، رغم النيران وكثافة الدخان والاختناق.. لم يهرب العاملون بالمستشفي من (أطباء وتمريض وعمال) بأرواحهم،عملوا فقط علي إنقاذ المرضي بكل وسيلة، وإخلاء المستشفي تماما.. بعضهم حمل المرضي علي الأكتاف، وبعضهم نقل المرضي بأجهزة التنفس الصناعي، أو بالمحاليل المعلقة لهم، الي عربات الإسعاف.. بينما استمر بعض الأطباء داخل غرف العمليات، يكملون عملياتهم (بمولدات الطوارئ) وسط حماية وتأمين زملائهم.. وبالفعل تم إنقاذ المرضي جميعا، رغم هول الحادث.
طبعا وزيرة الصحة الجديدة، القادمة من رياض الأطفال وطابورالصباح، لم تلتفت لملحمة أطباء الحسين (تابعت الأمر تليفونيا) فهي مشغولة منذ مجيئها مرة بالحصول علي بركة رجال الدين، ولقاء الإمام الأكبر شيخ الأزهر والبابا تواضروس.. ومرة أخري بإعادة تربية الأطباء والمرضي، وتنظيم صفوفهم وتقليم أظافرهم، من أول نشيد الصباح في المستشفيات وعزف السلام الوطني، الي ترديد الأطباء يوميا لقسم أبقراط، أو إذاعته عبر ميكرفونات داخلية، حرصا منها علي تعميق الانتماء والحس الوطني لدي الأطباء!
وأهم من تلك الانشغالات الشكلية الساذجة.. علي الوزيرة الالتفات بعمق لملف الصحة المرعب.. أن تهتم فعليا بأحوال المستشفيات المتردية، والعمل علي تطويرها وتحديثها، وتوفير أحدث الأجهزة الطبية والكفاءة العلاجية، وتحقيق مستوي أعلي من النظافة والانضباط.. أن تلتفت لأوضاع المرضي وحقوقهم في الرعاية الصحية، وتلتفت لتطوير مهارات الأطباء وإمكاناتهم، ورفع كفاءة أدائهم
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع