بقلم : عبلة الرويني
لو أن ماحدث من انهيارات بسبب سقوط الأمطار، حدث في حي عشوائي، أو في إحدي القري الفقيرة، أوالأحياء والمباني القديمة، لقلنا هو الفقروضعف الإمكانات وعدم الاهتمام..لكن ما حدث أصاب(التجمع الخامس)إحدي المدن الجديدة في مصر، وأحد أغلي وأرقي المناطق والأنشطة الاقتصادية بالقاهرة.. منطقة الكمبودات السكنية الراقية والمولات الكبيرة وارتفاع قيمة الأرض والمباني عشرات الأضعاف عنها في أماكن أخري!!..بضعة أمطاروعواصف رعدية مرت علي القاهرة، أدت إلي ارتفاع منسوب المياه لأكثرمن متربالتجمع الخامس، وغرق الشوارع والأنفاق والبدرومات والأدوار الأولي من المنازل..انهيارعدد من اللوحات الإعلانية في الشوارع، وسقوط سورالغابة المتحجرة الأثرية، وانهمارالأمطارمن أسقف بعض المباني منها الجامعة الأمريكية..شلل مروري تام وانقطاع المياه والكهرباء عن المدينة، والسبب عدم وجود صرف جيد لتصريف مياه الأمطار، أوعدم قدرة المرافق علي تحمل كثافة الأمطار، وتعطل روافع الصرف الصحي، وقطع المياه للتخفيف عن أحمالها، وضعف البنية التحتية، وسوء التخطيط للطرق وأماكن صرف المياه!!.. يعني المنطقة الراقية تحولت في يوم وليلة بسبب سقوط الأمطار، إلي منطقة عشوائية تماما، أو إلي أغلي منطقة عشوائية في القاهرة!!..وفتش عن الفساد في كيفية بناء المدن الجديدة، وسوء تخطيط الطرق، وضعف الكفاءات المهنية للعاملين في الإنشاءات، أو كما يقول أحد خبراء تخطيط المدن، هو(الاسترخاص)والبحث عن الكسب السريع!!
في كل الثقافات يصلي الناس من أجل سقوط المطر، شاكرين الخيرالقادم من السماء بسقوطه..لكن ما يحدث لدينا العكس، حين يعري المطرمنظومة الفساد والإهمال، ويكشف عن حجم الكارثة!!..ليبقي السؤال من يتحمل خسائرالمواطنين؟..من يحاسب من؟ ومن المسئول عن كل هذا الإهمال والتسيب والفساد؟
نقلا عن الآخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع