بقلم-عبلة الرويني
هو أحد صناع البهجة الكبار.. ليس لأنه أحد رواد فن الدمي والعرائس في مصر، ولا بسبب عشرات المسرحيات، ومئات العرائس التي قام بتصميمها للأطفال... لكن بسبب روحه الإنسانية العذبة وطموحه الدائم للوصول إلي قلب الطفل، ولأنه أيضا مصمم ديكورات وعرائس أوبريت (الليلة الكبيرة) هذا العمل المصنوع من بهجة خالصة ومتعة وفرح.. صلاح جاهين مؤلفا، وسيد مكاوي ملحنا، وصلاح السقا مخرجا، وناجي شاكر مصمما للعرائس.. بهجة خالصة استحقت بتفردها وتطور أدواتها خاصة في صناعة الدمي، جائزة مهرجان بوخارست لمسرح العرائس (1961).. واستحقت شخصياتها أن تبقي في الذاكرة والوجدان.. راقصة (طار في الهوا شاشي) و(شجيع السيما) و(أم المطاهر) و(بائع الحمص) و(اللي شاف حمص ولا كالشي) و(المصوراتي) و(القهوجي) و(مدرب الأسود) و(العمدة) و(الأرجوز).. عالم المولد وبهجة الدمي التي رآها ناجي شاكر، هي الأكثر تأثيرا علي الأطفال من العنصر البشري..
عندما أنهي ناجي شاكر دراسته بكلية الفنون الجميلة (1957) كان مشروع تخرجه عن فن العرائس.. بعدها تم اختياره للإشتراك في تأسيس مسرح العرائس (1958) وتصميم عرض الافتتاح (الشاطر حسن).. ثم توالت عروضه وتصميماته للمسرح.. ديكور وتصميم عرائس مسرحية (بنت السلطان) ومسرحية (حمار شهاب الدين)..
وفي الفيلم التسجيلي (البحث في الزمن) قدم المخرج يوسف ناصر عالم ناجي شاكر الجمالي، وتطور عمل الدمي وأشكال التجريب في تصميماته المتجددة..
رحل ناجي شاكر (88 عاما) بكامل عشقه للفن وللعرائس وبكامل إخلاصه وأستاذيته.. لم يكن مجرد عاشق لفن العرائس، لكن كان يمنحها من روحه حياة وبهجة، لتحكي حكايات مليئة بالحب والخير والجمال.. ورغم هيمنة الوسائل التكنولوجية وأفلام الرسوم المتحركة، ظل ناجي شاكر يعمل دائما من أجل بقاء مسرح العرائس وتطوره، إيمانا بقوة الدمي وقوة تأثيرها، وقدرتها علي حمل الرسائل وتقديم الأفكار.
نقلا عن الاخبارالقاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع