بقلم : عبلة الرويني
هو أيضا رتب موته بطريقة احتفالية، محملة بالرسائل الاحتجاجية،والعبارات الأدبية المؤثرة التي تليق بشاعر..اختارالشاعرالتونسي نضال غريبي(32عاما)أن يموت كما يحب، وكما خطط لسنوات طويلة، ورسم كثيرا مشنقته علي صفحات مدونته الإلكترونية!..لم يشأ أن يتلف أعضاءه التي أوصي بالتبرع بها، فلم يلق بجسده أمام سيارة مسرعة، ولا من فوق بناية عالية..فقط قام بتنفيذ وعده بالمشنقة(27 مارس 2018)..تاركا رسالة طويلة مفعمة بالحب لكل من حوله، ومفعمة أيضا بالأسي..(علموا أطفالكم أن الحب ليس بحرام، وأن الفن ليس بميوعة..لا تستثمروا من أجلهم، ولكن استثمروا فيهم..علموهم حب الموسيقي والكتب)..صحيح أن نضال انتحر يأسا وغضبا واحتجاجا علي بطالة طويلة، لم يجد فيها عملا منذ تخرجه، واحتجاجا علي إقصاء وتهميش طاله لسنوات، لكن أحدا في تونس لم يعامله معاملة المنتحرين..فقط يشيرون بقدر من الأسي(لقد اختار أن يصنع نهايته)!!..في استعادة لعبارة نيتشه (اختارأن يصنع من موته عيدا)!!
أدباء كثيرون فعلوا نفس الأمر،وأقدموا علي فعل الانتحار الشاعراللبناني خليل حاوي(1982)والمفكر التونسي(العفيف الأخضر(2013)والكاتب الأمريكي هيمنجواي،والكاتبة الإنجليزية فيرجيينيا وولف..ربما كان أكثرهم احتفاء بموته وترتيبا لطقس احتفاله..هو الكاتب الياباني ميشيما(1970)الذي رسم موته في كل كتاباته،مؤكدا(أن الحياة قصيرة، وأنا أريد أن أحيا إلي الأبد)!..غرس ميشيما السيف الطويل في بطنه علي طريقة الساموراي، بعد أن ألقي خطابا أمام الجماهيرالتي احتشدت لسماعه ومشاهدة موته..محذرا من خطر التوجه إلي الغرب وتحديث اليابان!!..ومحتجا علي تخلي الإمبراطورعن تمثيل سلالة الشمس، وتحوله من إله إلي إنسان!!..ومطالبا بضرورة الدفاع عن الروح اليابانية!!..لم يتعامل معه اليابانيون أيضا كمنتحر..لكن كمعتوه
نقلاً عن الآخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع