بقلم-عبلة الرويني
أكثر ما أغضب محمد صلاح في أزمته مع اتحاد الكرة، هو مخاطبته »بالمدعو صلاح»!!.. تماما كما سبق أن غضب الشاعر أمل دنقل قبل ثلاثين عاما، من مخاطبة وزارة الصحة له من خلال قرار العلاج علي نفقة الدولة، المرسل داخل ظرف أصفر حكومي خشن.. خاطبه »بالمواطن أمل دنقل»!!.. طبعا لا »المواطن» سبة، ولا »المدعو» سبة كمفردة في ذاتها، لكنه التجاهل المتعمد لقيمة مؤكدة ومستحقة.. محاولة تخطي الموهبة والاجتهاد، وإغماض العين عن التفرد والمكانة، وكأنهما غير موجودين، وكأنهم لا يرونها، أو لا يريدون رؤيتها !.. ورغم أن الخطابين رسميان حول إجراءات إدارية، ورغم أن كليهما يتسم بالتجاهل للموهبة ويتسم بالغلظة.. لكن هناك فارقا بين الخطابين.. خطاب وزارة الصحة أو خطابات قرارات العلاج علي نفقة الدولة عموما، هي صيغة مكررة ومحفوظة، ترسل دون معرفة بالمرسل إليه، فعل إجرائي روتيني، يعكس لغة وروحا بيروقراطية باردة!!... أما خطاب الجبلاية، فهو خطاب أزمة، لغة تتعمد الإساءة والإهانة مع سبق الإصرار، لأن الخطاب مرسل إلي شخص بعينه، معروف تماما للراسل، ومعروف تماما ما يتناقشون حوله.. وعندما يختصر خطاب الجبلاية، محمد صلاح في »المدعو».. تكون اللغة غليظة، والمشاعر سوداء يملؤها الحقد والغيرة ومحملة بالغضب، مرة بسبب كشف صلاح تجاوزات الاتحاد وسوء إدارته في مونديال موسكو.. ومرة بسبب نجاحات صلاح المدوية، وتحوله إلي أيقونة، يحظي بمحبة الجميع واحترامهم... مساندة صلاح في أزمته مع الاتحاد المصري تجتاح العالم، حتي الاتحاد الدولي لكرة القدم »الفيفا» دخل مساندا صلاح ووصفه »بالموهبة الفذة والشخصية الجذابة، والسلوك المتواضع، والطبيعة البسيطة»..
نقلا عن الاخبارالقاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع