بقلم : عبلة الرويني
هل تكون الكتابة عن محمد منيرهي نوع من الحل، للخروج من وطأة السياسة الضاغطة، ومن رياح الخماسين الخانقة، وسطوة الرقيب الذي لم تسلم من يديه، حتي أغنية سعاد حسني"الدنيا ربيع والجو بديع" فراح(يقفل علي كل المواضيع) فعليا، ويتهم البهجة بخدش الحياء!!...والفن بالتأكيد حل دائما، أو هو الحل الدائم لتصويب الحياة، واحتمالات مساراتها الصعبة..هكذا كان الإبداع لدي كثيرمن المبدعين بديلاعن الانتحار!!
تجاوزمحمد منيرحالة صحية حادة، وخرج من غرفة الرعاية المركزة قبل يومين..ونحمد الله علي سلامته وسلامة أغنيته وقدرتها(علي امتداد مشروعه الغنائي)علي تصويب حياتنا الموجعة، ومنحها بعض الجمال والأمل"ولسة الأغاني ممكنة"..محمد منيرليس مجرد صوت جميل فقط، لكنه بالأساس تأثير صنعه التميز والحضور والاختلاف والمغامرة الفنية أيضا.. موسيقي مختلفة من البداية، حملت خصوصيته النوبية ممتزجة بأشكال موسيقية حديثة، رغبة في التجديد وانفتاحا علي ثقافات أخري، واستخدام آلات غربية مع آلات العزف النوبي، ومزج السلم الخماسي النوبي بموسيقي الجازالغربية..ومن البداية الرؤية والموقف المختلف والمتمرد والثوري أيضا "وتنامي ليه تحت الليالي..اتكلمي"...وتجربة مسرحية "الملك هو الملك"مع المخرج مراد منير، من التجارب الأولية المهمة في مشوارمنير، في أول تعامل معه مع الشاعرأحمد فؤاد نجم والملحن حمدي رؤوف..لتبرزالطابع الدرامي في صوت منير والذي تطور في الكثيرمن الأغاني..وكانت أغنية المسلسل الكارتوني بكار"ابوكف رقيق وصغير"واحدة من أجمل ما قدمه منير..صوت منيرمختلف بما يحمله من موقف ورؤية ووضوح ووجع وألم وصدق و"ياحمام بتنوح ليه..قلبت علي المواجع
نقلا عن الآخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع