بقلم : عبلة الرويني
ليست البوكر، وصعود روايته الأولي (الحالة الحرجة للمدعو ك) إلي القائمة القصيرة للجائزة، هي ما وراء البحث عن الكاتب السعودي الشاب عزيز محمد، فالجوائز في الأغلب (والبوكر تحديدا) ليست معيارا للقيمة، ولا معيارا للاختيارات الأفضل.. لكن الحوار الذي أجراه أسامة فاروق مع عزيز محمد في جريدة »أخبار الأدب» دعوة للبحث عنه، والبحث عن كتاباته.. صحيح أن الحوار لم يضف الكثير إلي السيرة الذاتية القصيرة للكاتب الشاب، ولم يكشف الكثير عن حياته الشخصية، لكنه يضيء بعمق ثقافة عزيز محمد ولغته ورؤيته وكواليس العمل في روايته ( الحالة الحرجة للمدعو ك).. في البداية كتب عزيز محمد الشعر (القصيدة الومضة) أو ما يسمي (بأدب التغريدة) مكتفيا بوضع القصائد علي صفحات التواصل الاجتماعي، فهو ليس مخلصا تماما للشعر (رغم إخلاصه الواضح للغة).. وفي البداية أيضا كانت مجموعة من القصص القصيرة يربطها راوٍ واحد، هو موظف في شركة بتروكيماويات، ينفر من العمل، منحسر الطموح، لا يحركه النجاح ولا سيرة الناجحين، وحين يصاب بالسرطان، تتداخل الشخصيات العامة والخاصة، والتاريخ الاجتماعي والعائلي، ويتفاقم الإحساس بالألم والغربة ومراقبة العالم، ليهرب (المدعو ك) إلي كتابة مذكرات الألم، وتسجيل كل ما يطرأ عليه من تغيرات في تهكم وسخرية حادة، معبرا عن نفوره من كل شيء حوله، ولينال من كل شيء.. يستخدم الكاتب السرطان في الرواية ليس من باب الشكوي ولا الشفقة ولا حتي الرغبة في إعلان التحدي، لكن لمواجهة العالم وتمزيقه والسخرية منه ومحاولة هزيمته والانتصار عليه.. عالم كابوسي يستعير خلاله عزيز محمد عالم (كافكا) حتي أنه يختار اسم بطل الرواية المدعو (ك) من روايات كافكا
نقلًا عن الأخبار القاهرية