بقلم : عبلة الرويني
لم يعد يرجو شيئا..لا يريد سوي الهدوء والسكّينة..صار يكفيه أقل القليل،وأبسط الأشياء..هو النجم الأوبرالي حسن كامي، غني علي أكبرمسارح العالم، وحصل علي العديد من الجوائز والأوسمة، واعتزل الغناء في قمة نجاحه وحضوره..عرف الفرح والحب والهناء،كما عرف الحزن والألم منذ رحيل ابنه الوحيد قبل عشرين عاما، ورحيل زوجته قبل خمسة أعوام!!..الآن يبلغ حسن كامي الثانية والثمانين، لا يرجو من الحياة سوي أن يتخفف من عناء التفاصيل الكثيرة التي تثقل الروح..أن يتخلص من الأحمال، ينفض كل شيء حوله،ويزيح الزوائد التي تعرقل يومه وتعوق حريته..حالة من الشفافية والتسامي والصفاء..عشرات التفاصيل المكدسة عليه أن يزيحها(وأزاحها) في رحلة سعيه إلي تحريرالروح، وإعادة ترتيب حياته الداخلية والخارجية!..في كل صباح يصحو حسن كامي، ليبدأ يومه بالذهاب إلي مكتبته(الاستشراق) بشارع قصرالنيل بوسط القاهرة..(اسم المكتبة هو الاسم الذي اختاره مالكها الأول، لتكون خدمة للمستشرقين الغربيين)..يعيش حسن كامي وسط الكتب واللوحات النادرة،ويواصل عشقه الطويل للقراءة،بعد أن تفرغ تماما للمكتبة التي اشتراها من 32 عاما، وأهداها لزوجته (نجوي) لتقوم بتحديثها وتوثيقها إلكترونيا وإدارتها حتي رحيلها 2012...تضم المكتبة أكثرمن 40ألف عنوان في مختلف المجالات بلغات متعددة، إلي جانب العديد من اللوحات الأصلية والمخطوطات، منها مخطوط من بين 3 مخطوطات في العالم لكتاب(وصف مصر)..يقول حسن كامي إن(بيع الكتب) أعظم مهنة في التاريخ
نقلاً عن الاخبار القاهرية