بقلم : عبلة الرويني
جنازته المهيبة وآلاف المودعين من الشباب.. الحزن الذي بلغ مداه برحيل الكاتب أحمد خالد توفيق.. ظاهرة تستحق التأمل والدراسة، حيث تتجاوز حدود الإعجاب أو محبة كاتب، إلي عمق التأثير الذي أحدثه الكاتب، في وعي جيل كامل من الشباب... بالمقاييس النقدية الأدبية المنضبطة والسخيفة، والمراجعات الثقافية والتصنيفات وقوائم الجوائز والتكريمات، لم يكن أحمد خالد توفيق أديبا عظيما، ولم تشكل رواياته علامات فارقة في التاريخ الأدبي.. يصنف أحيانا من كتاب الرعب، أو كتاب المغامرات، ودائما من كتاب »البيست سيلرز».. لكن بعيدا عن تلك التصنيفات والتحديدات النقدية التقليدية والضيقة، حقق أحمد خالد توفيق مكانته وحضوره وجماهيريته ككاتب، بمقاييس مغايرة ومسارات ثقافية مختلفة وبساطة مدهشة.. التقط حساسية جيل أو ربما جيلين من الشباب، مساهما في تشكيل وعيهم، فاستحق لقب (العراب)..
لم يغادر أحمد خالد توفيق طنطا، تخرج من كلية الطب 1985 ولم يعمل في مؤسسة حكومية.. لم يتطلع إلي منصب ولا علاقات سلطوية ولا إعلامية، تفتح له الأبواب وتسهم في اتساع دوائره، لم يتطلع إلي الشهرة والأضواء وبريق القاهرة.. ظل عزوفا دائما، بينما تتخطي كتبه حاجز المليون، ويصبح الكاتب الأكثر جماهيرية والأكثر تأثيرا، محققا ما لم يحققه كاتب آخر.. وبالتأكيد ليس أدب الرعب والمغامرات وسلاسل ما وراء الطبيعة وروايات الألغاز، التي شغلت معظم كتابات أحمد خالد توفيق، هي وحدها صانعة هذه الجماهيرية والشعبية الهائلة.. أيضا ليست القيم الأخلاقية، ولا الخبرات الثقافية المختلفة التي تنطوي عليها كتاباته، وراء هذا التأثير والحضور.. لكنها محبة للكتابة والقدرة علي التقاط حساسية جيل الشباب ومخاطبته
نقلاً عن الآخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع