بقلم - عبلة الرويني
رغم أن كل الفرق التي قمت بتشجيعها (مصر، البرازيل، الأرجنتين، فرنسا، روسيا) خرجت جميعا من المونديال!!.. لكني سأفرح كثيرا إذا حصلت بلجيكا علي كأس العالم، ليس إعجابا بالفريق البلجيكي.. لكن فقط من أجل (لوكاكو) أو تحديدا من أجل أم لوكاكو الطيبة التي وعدها يوما بتغيير العالم، عالمهم البائس التعيس!!.. عاشت الأم سنوات طويلة تخلط اللبن بالماء، لتكفي طعام أطفالها الصغار طوال الأسبوع.. كانت تقترض الخبز من الفران يوم الإثنين، وتسدد الثمن يوم الجمعة، وكذلك الحليب الذي لم يكن يكفي الأطفال (هكذا يحكي روميليو لوكاكو قصته لقناة فرانس 24).. كان لوكاكو المولود في بلجيكا (1993) لأبوين أصولهما من الكونغو الديمقراطية (كانت مستعمرة برتغالية).. منذ الصغر أدرك لوكاكو حجم المعاناة، الفقر والعنصرية أيضا (لم نكن فقراء فقط.. كنا محطمين)!!.. لكنه وعد أمه وهو في السادسة من عمره بتغيير العالم، كان يخوض كل مباراة يلعبها في الحديقة المجاورة للمنزل (يبدو أنه لا يوجد لعب بالكرة في شوارع بلجيكا) وكأنها المباراة النهائية!.. تحركه طاقة هائلة من أجل الفوز وتحقيق حلمه.. لم يكن يركل الكرة.. كان يركل معها الفقر والعوز والحياة البائسة، يركل معها عذاباته وعذابات أسرته الصغيرة.. وفي سن 12 عاما سجل 76 هدفا في 34 مباراة، وهو ما أهله للانضمام لفريق (اندرلخت) ولفريقه الأول في سن 19 عاما، ليواصل الحلم والسعي لتحقيقه، حتي أصبح رأس الحربة وصانع ألعاب الفريق، وأصبح واحدا من أبرز لاعبي العالم.. حكاية لوكاكو ليست حكاية لاعب كرة فقط.. لكنها حكاية انتصار علي الهزيمة والفقر.. حكاية إرادة ورغبة في تغيير العالم.
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع