بقلم - عبلة الرويني
مبادرة مجلة »البيت» بدعوة 50 مبدعا وفنانا تشكيليا وأستاذا للعمارة، لوضع رؤاهم وتصوراتهم الجمالية لتطوير القاهرة، خطوة هامة وإيجابية، نطالب بها جميعا ونحتاجها دائما، وهي جزء من حركة ممتدة، ومبادرات كثيرة تسبقها وتلحق بها.. قبل أيام كان قرار د.إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة بتشكيل لجنة من كبار الفنانين التشكيليين، لمراجعة وتطوير تماثيل الميادين في القاهرة (لم تعلن بعد أسماء اللجنة، ولا خطتها وبرنامج عملها)!!.. ومن قبل وإلي الآن، ولسنوات طويلة يعمل جهاز التنسيق الحضاري (أنشئ عام 2001) علي تحقيق القيم الجمالية ووضع التصورات والبرامج والرؤي، لإعادة صياغة الهوية البصرية والجمالية لكل مدن مصر.. وسبق أن قدم فاروق حسني وزير الثقافة الأسبق، مشروع تطوير القاهرة التاريخية (1998) بطموح تحويلها إلي متحف مفتوح.. وتم بالفعل تطوير شارع المعز، وتطوير شارع الألفي و200 عقار بوسط البلد ضمن المرحلة الأولي والثانية لتطوير القاهرة الخديوية (2014/2017) بينما انتهت المرحلة الثالثة الحالية من تطوير شارع الشريفين ومنطقة البورصة وكوبري الجلاء، وفي انتظار استكمال تطوير العقارات الأثرية... هناك عمل (ربما) وهناك برامج ومشاريع مستمرة (ربما).. لكن النتيجة التي نراها ونعيشها كل يوم، أن القاهرة تزداد قبحا وعشوائية، وهي الأكثر تلوثا بصريا، والأكثر تلوثا سمعيا، والأقل نظافة ونظاما وانضباطا.. مساحات الخضرة تتلاشي، حتي الحدائق التاريخية القليلة جدا، لا نحسن استخدامها ولا توظيفها بصورة فاعلة، وكأن كل شيء يسير عكس الجمال، وعكس التنسيق الحضاري نفسه!!.. مبادرة مجلة »البيت» فعل طيب بالتأكيد، لكن يبقي الأهم، هو الفاعلية والقدرة علي التنفيذ، وتحقيق كل تلك التصورات والرؤي الجمالية... دائما هناك مبادرات ومؤتمرات ومشاريع وتوصيات وقرارات، توضع في الأدراج، أو تبدأ ولا تكتمل، أو تترك للاهمال مرة أخري!!..
(من أجل مدينتنا) مبادرة بحاجة إلي ضمانة فعلية لتحقيق تلك التصورات الجمالية، بحاجة إلي مشاركة مجتمعية، يعي فيها المواطن دوره في صياغة هويته الجمالية وصيانتها، بحاجة إلي رفع الوعي الجمالي لدي الجميع.. وليكن ذلك مشروعنا القومي لتطوير القاهرة، واستعادة وجهها الحضاري.
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع