بقلم-عبلة الرويني
ربما كان مهرجان (الاكتفاء الذاتي)للتمثيل المسرحي بجامعة عين شمس، والذي انتهت فاعليات دورته الرابعة عشرة أول أمس(٣ إلي ٣٠ديسمبر)...ربما يكون هو أكثر مهرجانات المسرح الجامعي، تعبيرا عن جهود الطلاب وأفكارهم وإبداعهم، حيث تعتمد عروض المهرجان علي اكتفاء كل كلية بالجامعة،علي إبداعات طلابها وحدهم، دون الاستعانة بأي عناصر فنية أخري من خارج الكلية، سواء من فنانين محترفين، أو حتي من زملائهم الطلاب في الكليات الأخري..وهو ما يجعل للمهرجان خصوصيته وتمايزه وتعبيره الأقرب عن اجتهادات الطلاب ورؤاهم...ربما يفتقد( الاكتفاء الذاتي) خبرة التعامل مع المحترفين والمتخصصين،وفرصة الاحتكاك معهم والاستفادة بتجاربهم ومعارفهم المسرحية، كما يحدث في المهرجانات المسرحية الأخري بالجامعة..لكن يظل (الاكتفاء الذاتي) مهرجانا يحتفظ بخصوصيته الطلابية، ويضعنا مباشرة أمام خيال طازج وإبداع جديد...لم يستطع المهرجان هذا العام( الدورة١٤) تحقيق مستوي مسرحي مميز،بسبب ضعف اختيار النصوص المسرحية، والاعتماد علي المؤلف الأجنبي والقضايا المحايدة،مبتعدين عن سؤال الواقع المصري، فبدت العروض بعيدة وفاترة، إضافة إلي شعور عام بالإحباط، فرض رؤيته علي معظم العروض(١٢عرضا)وهو ما يتناقض مع طاقات الشباب الواعدة في صناعة الأمل وتقديم آفاق جديدة...وبرغم غياب النص المسرحي المميز، أكد المهرجان علي طاقات إبداعية وجماليات مبتكرة في الديكور والموسيقي والإضاءة، ومواهب تمثيلية هائلة،إضافة إلي فهم وإدراك دور المخرج في توظيف عناصر العرض المختلفة.
نقلا عن الاخبارالقاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع