بقلم - عبلة الرويني
ليكن قرار ترميم تماثيل الشوارع والميادين هو مشروع وزيرة الثقافة، أو هو مشروعنا القومي الأهم الذي يلتف حوله الجميع، لاستعادة هويتنا الحضارية، واستعادة جماليات الصورة البصرية للمدن المصرية، بعد سنوات طويلة من القبح والتدهور الجمالي الذي اجتاح الشوارع والميادين!!.. طابور طويل من التماثيل المشوهة، مارست لسنوات عدوانا واعتداء بصريا يوميا علي كل قيمنا الجمالية، وعلي ذائقتنا وهويتنا.. هكذا كانت خطوة وزارة الثقافة لإعادة تمثال الخديو إسماعيل بالإسماعيلية، إلي صورته الأولي التي وضعها المثال شكري جبران 2003 (من الجرانيت الملون) بعد أن قامت المحافظة بدهان التمثال بالدوكو الأسود في واحدة من الترميمات المنفرة، والمتكررة كثيرا، كما سبق أن حدث مع تمثال »أم كلثوم» وتمثال »عبد الوهاب» وتمثال »أحمد عرابي»!!.. طبعا هناك تشويهات من نوع آخر، تماثيل من القبح الخالص، من فعل مقاولي البناء والشركات الهندسية، والنتيجة تماثيل من نوعية »رأس نفرتيتي» وتمثال »مصطفي كامل» و»رفاعة الطهطاوي» و»عروس البحر»..
قرار د.إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة (متأخر جدا) لكنه خطوة إيجابية واجبة، خاصة وأنه يتجاوز تشويه تمثال (الخديو إسماعيل) إلي تشكيل لجنة فنية من قطاع الفنون التشكيلية وجهاز التنسيق الحضاري، لمراجعة جميع التماثيل في مدن مصر المختلفة، ووضع رؤية جمالية لتطويرها وترميمها..
وتحتاج تلك المهمة القومية، إلي الكثير من الجدية والشفافية والوضوح بإعلان تشكيل تلك اللجنة (حتي لا نفاجأ بأنها مجموعة من الموظفين لا الفنانين، أو نفاجأ بأنها مجرد لجنة تضاف إلي مؤسسة عموم الزير)!! تحتاج اللجنة إلي إعلان استراتيجية عملها ورؤيتها وتصوراتها وحدود حركتها وفاعلية قراراتها.. وتحتاج خطواتها أيضا إلي إطلاع الرأي العام علي ما يتم تنفيذه، وتحتاج أيضا أن تمد البصر إلي مراسم الفنانين وسمبوزيوم أسوان والمخازن الممتلئة بالأعمال الفنية والجداريات والتماثيل، للاستعانة بهم في استعادة وجه مصر الحضاري من جديد.
نقلا عن الاخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع