بقلم : عبلة الرويني
عربة مرسيدس سوداء، تلحق عربات أخري وراءها، توقفت أمام إحدي اللجان الانتخابية بالسيدة زينب، لينزل منها القائم بأعمال السفيرالأمريكي في القاهرة »توماس برجر»في جولة تفقدية لمسارالعملية الانتخابية!!..المؤكد أن الزيارة معروفة سلفا، فهناك من يقف أمام بوابة اللجنة لاستقبال القائم بالأعمال..لكن المدهش هو طابورالناخبين المصريين، الذين تعالت أصواتهم في مواجهة السفير(تحيا مصر..تحيا مصر..تسقط أمريكا..يسقط الخونة)!!..لا أحد يسأل لماذا يفعلون ذلك؟ لماذا يستقبلون السفيربهذه الطريقة؟ لماذا يهتفون بتلك الهتافات الغاضبة؟..ليست هناك إجابة، قبل أن يجيب أحد علي السؤال..ولماذا يذهب السفيرالأمريكي أو القائم بأعماله إلي اللجان الانتخابية؟ مامعني هذه الجولة التفتيشية؟ وتلك الرقابة؟ هل تفقد لجان وسيرالعملية الانتخابية،هي إحدي مهام السفير، وجزء من ممارسة العمل الدبلوماسي؟!
طبعا هناك صحفيون ومراسلون أجانب، وإعلام من كل إنحاء العالم، يتابعون العملية الانتخابية ويمارسون مهامهم المهنية بحرية كاملة، تسمح بتأديه عملهم بسهولة ويسر..لكن لجان التفتيش الدولية والرقابة الدبلوماسية..لا أعلم تماما حدود مشروعيتها!!ومشروعية عملها، وحدود هدفه وتأثيره!!..
هتافات المصريين الغاضبة في وجه القائم بأعمال السفيرالأمريكي،هي رسالة احتجاج واضحة وصريحة، علي محاولات التدخل ودس الأنف والرقابة،وعلي الممارسات الأمريكية عامة!..وهي أيضا رسالة إلي العالم عن تزايد الوعي الانتخابي لدي المصريين، بصورة جعلت من المشاركة في الانتخابات هدف في ذاته، ووعي بأهميتها كفعل إيجابي في بناء مجتمع ديمقراطي..ربما تراجعت دعوات المقاطعة، والدعوات إلي عدم المشاركة في الانتخابات، ليتزايد الوعي بمعني وقيمة المشاركة الانتخابية في ذاتها
نقلاً عن الاخبار القاهرية