بقلم-عبلة الرويني
ليس مجرد ناقد أدبي فقط، ولا أستاذا أكاديميا فقط.. لكنه إنسان استثنائي، عاش من أجل مبادئه وقيمه، دفاعا عن الحق والخير والجمال، ودفاعا عن البسطاء والمهمشين.. د.سيد البحراوي نموذج ناصع لثقافة ناصعة أيضا.. عندما أصدر كتابه (في مديح الألم) لم يكن يقدم كتابا، حول تجربته الصعبة والطويلة مع مرض السرطان، بقدر ما كان يقدم فلسفة التعامل مع المرض وأسلوب مجابهته.. تلك (المقاومة) التي كانت هي نفسها فلسفة ومنهج وحياة د.سيد البحراوي دائما... هل كانت ماركسيته هي ما فرضت عليه ذلك الإلتزام الصارم في الدفاع عن الحق ومناصرة الفقراء؟ أم هو الوعي الإنساني العميق، والتكوين الاجتماعي والثقافي الذي فرض عليه الانحياز للفقراء وقضايا الوطن، والحلم الدائم بتغيره والعمل من أجل ذلك... فكان أحد المشاركين في لجنة (الدفاع عن الثقافة الوطنية) ومقاومة التطبيع مع إسرائيل بالتسعينات، وكان أحد المؤسسين للجنة (الدفاع عن حرية الفكر والاعتقاد) وعضوا مؤسسا في (جماعة 9 مارس) دفاعا عن استقلال الجامعة، ضمانا للحرية الأكاديمية للأساتذة والطلاب... وعلي امتداد مسيرته أستاذا للأدب العربي بجامعة القاهرة، ظل د.سيد البحراوي عصيا عن إغراءات السلطة من جوائز ولجان ورحلات ومناصب ثقافية أغدقت علي الكثيرين حوله.. ظل حريصا علي استقلاليته كناقد وأستاذ أكاديمي، حريصا علي نزاهته وقيمه ومبادئه... متفرغا لإنتاجه النقدي والأدبي (علم اجتماع النص).. (الإيقاع في شعر السياب)، (محتوي الشكل في الرواية العربية)، (الأنواع النثرية في الأدب العربي)، (البحث عن لؤلؤة المستحيل) وهو دراسة في قصيدة أمل دنقل »مقابلة خاصة مع ابن نوح».. إضافة إلي أعماله الإبداعية (ليل مدريد)، (طرق متقاطعة)، (هضبان ووديان)، (شجرة أمي).
نقلا عن الاخبارالقاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع