بقلم : عبلة الرويني
لم يعد المشهد السوري معقدا فقط، لكنه الأكثر مأساوية.. اتسعت الأرض لمزيد من الجيوش، ولمزيد من الحروب، ولمزيد من صراع القوي والنفوذ والتدخلات العسكرية الصريحة، ليس من أجل سورية بالتأكيد.. لكن الجميع يتصارع عليها، وعلي مد نفوذه وسيطرته ومصالحه.. لتتحول سورية إلي رقعة شطرنج دولية تتحرك فوقها أسلحة وقوات روسية وإيرانية وأمريكية وفرنسية وإسرائيلية أيضا.. تجاوزت إسرائيل دور المتفرج علي ما يحدث في سورية.. وقامت 28 طائرة حربية إسرائيلية بقصف مواقع سورية بـ70 صاروخا بحجة أنها مواقع عسكرية إيرانية.. وقام الحرس الثوري الإيراني بالرد من داخل الأرض السورية، بقصف مواقع إسرائيلية في الجولان المحتلة لأول مرة!... حرب(إسرائيلية/إيرانية) علي رقعة الشطرنج الدامية سورية!!... وقبيل قصف إسرائيل للمواقع العسكرية الإيرانية في سورية، سافر ناتنياهو إلي روسيا ليخبر بوتين بخريطة قصف سورية!!.. هكذا أعلن ناتنياهو أنه من المستبعد أن تسعي روسيا للحد من العمليات العسكرية الإسرائيلية في سورية!!.. بينما طالب الروس الأطراف جميعا بالتزام الهدوء!!
المشهد ليس فقط معقدا، لكنه أيضا مأساوي.. العرب في الأغلب متفرجون، إن لم يشارك البعض منهم في إشعال النيران.. بعض الدول العربية أيدت علنا القصف الإسرائيلي علي سورية، بدعوي أنهم يناصرون الشيطان ضد إيران!!.. بقية الدول العربية لا ناقة لها ولا جمل، تخشي الجرجرة (حتي بالكلام) الي ما لا تقوي عليه، فالتزمت الصمت الرهيب!!.. وطبعا الجامعة العربية مجرد بناء كرتوني، فاقد الفاعلية والحضور!!.. ولتبقي سورية أو ما تبقي منها.. مجرد رقعة شطرنج تتنازعها القوي الدولية والمصالح والنفوذ.. حقل تجارب للدمار والخراب
نقلا عن الأخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع