بقلم-عبلة الرويني
»احذر الفرح، فإن خيانته قاسية».. هذا ما يقوله الشاعر محمود درويش، محذرا من أن يأخذنا النجاح، وأن يأخذنا الفرح دون مسئولياته، فينفلت من بين أصابعنا، وترن في ذيل الضحكات بكاء!!... والمقصود الوعي بخطواتنا، والوعي بالوصول، وأهمية المحافظة عليه أكثر من الطريق إلي النجاح نفسه... وهي المسئولية الشاقة والجهد المضاعف والصبر والهدوء النفسي، وإستراتيجية النفس الطويل التي يمارسها باحترافية لاعبي ماراثون المسافات الطويلة، وسباحي المسافات الطويلة، ومتسلقي الجبال.. وتتضاعف مخاطر الفرح ومسئولياته، حين لا يكون النجاح فرديا، ولكن يظلل الجميع.. الجميع شركاء فيه كجماهير كرة القدم.. لا يعرفون الصبر ولا يعرفون الهدوء، يريدون فقط المزيد من الأهداف، والمزيد من الفوز، وهم الأكثر ضغطا وعصبية للإمساك بالنجاح، فيضاعفون القلق والتوتر!!... جماهير نادي ليفربول وأيضا كل المصريين، ربما لا ينتظرون الفوز بالمباريات بقدر ما ينتظرون بشغف أهداف محمد صلاح، وعدد ما يسجله في المباريات، فإن لم تتحقق كما في المباريات الأخيرة للفريق (لم يسجل صلاح سوي هدف واحد فقط في المباريات الثماني الأخيرة) يقيمون الدنيا ويضاعفون التوتر.. هكذا طرح الإعلام الإنجليزي السؤال، حول دخول مو صلاح في (أزمة ثقة)!!.. وهو ما قاله أيضا اللاعب السابق شيرر أسطورة الكرة الإنجليزية، معلقا أن صلاح يعاني من أزمة ثقة، أظهرت بعض العصبية خلال المباريات!!.. لكن كلوب المدرب الألماني لليفربول نفي بقوة، مشيرا إلي أن عدم التهديف أمر طبيعي لكل لاعب، وأن صلاح لا يعاني أزمة ثقة، وأنه علي العكس هو الأفضل دائما في كل مباريات الفريق، لكن الإعلام يبالغ في تصوير الأمور وتضخيمها.
نقلا عن الاخبارالقاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع