بقلم : عبلة الرويني
في اللقاء الأول مع قداسة البابا شنودة، أو هي المرة الوحيدة التي التقيته فيها في دير وادي النطرون قبل عشرين عاما..ظللت طوال اللقاء أخاطبه »فضيلة البابا» وظل زميلي المصورالصحفي،يتململ ويشير لي بيديه وبعينيه(وأنا لا أفهم) ثم اقترب مني وهو يهمهم »قداسة..قداسة»..كرر المصورحركاته الغريبة،مع كل مرة أنطق فيها لفظ »فضيلة» حتي بدا الأمرلافتا ومحرجا.. فاعتذرت للبابا(عفوا قداسة البابا..إن زميلي ينبهني لخطأ مفرداتي، واستخدامي لفظ فضيلتكم، بدلا من قداستكم)!!..ضحك البابا شنودة وكان بسيطا وضحوكا وودودا،سريع البديهة ومحب للشعرأيضا..طالبني بأن أكون علي راحتي (تكلمي كما تريدين..)..
لا يهم كثيرا فضيلة أو قداسة، أستاذ أو دكتور، معالي الوزير أو السيد الوزير...المهم دائما هو الاحترام الواجب والتوقير اللازم والقلب العامر بالمحبة والصدق..لكن المجلس الأعلي لتنظيم الإعلام،استمرارا لسياساته الصارمة وفرماناته التأديبية القاطعة، أصدر قرارا(أول أمس) بمنع ذكر اسم الإمام الأكبرأحمد الطيب شيخ الأزهر، دون أن يسبقه »فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف»..ومنع ذكر اسم البابا تواضروس دون أن يسبقه »قداسة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية»..وطالب المجلس في بيان صحفي جميع القنوات التليفزيونية والشبكات الإذاعية الخاصة والعامة وكذلك الصحف القومية والخاصة بالالتزام بالقرار!!..والاحترام واجب لا شك،والمكانات والمقامات محفوظة ومقدرة، لكن ليس(بقل ولا تقل) ولا بالجبر والقرارات الملزمة التي يعاقب من يتجاوزها أو يخرج عليها!..والغريب أن المجلس الأعلي للإعلام ترك عشرات المشاكل والتجاوزات الإعلامية، ليلتفت إلي آداب الحوار والتخاطب
نقلًا عن الآخبار القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع